للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الصحابيِّ فَهِيَ متابعةٌ سواءٌ كانتْ باللفظ أو بالمعنى، تامةً أو قاصرةً (١).

قولُهُ: (ثُمَّ إذا متنٌ بمعناه أتى) (٢) أي: عنْ صحابيٍّ آخرَ. قالَ شيخُنا: ((وكذا مَا كَانَ باللفظِ، وإنما تَركَ ذِكرَهُ؛ لأنهُ مفهومُ موافقة، وخصَّ قومٌ المتابعةَ بما كانَ باللفظِ، سواءٌ كانَ منْ روايةِ ذلكَ الصحابيِّ، أو لا، والشاهدُ بما كَانَ بالمعنى)) (٣)، كذلكَ قَالَ وَهُوَ الأليق.

قولُهُ: (وقد توبع عَمْرو (٤)) (٥) هذهِ متابعةٌ قاصرةٌ، والمتابعة التامةُ: أنْ يتابعَ أحدٌ ابْنَ عيينةَ فِي الروايةِ عَن عَمْرٍو، والإتيانُ بلفظةِ ((الدباغِ)) وقد ذكرَ شيخُنا مثالاً فِي "شرحِ النخبةِ" (٦) جمعَ المتابعةَ التامةَ والقاصرةَ والشاهدَ، وَهُوَ مَا رواهُ الشَّافِعِيّ فِي "الأم" (٧)، عَن مَالِكٍ، عَن عَبْد الله بنِ دينارٍ، عَن ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- أنَّ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ / ١٥٣ ب /: ((الشهرُ تسعٌ وعشرونَ، فلا تصوموا حَتَّى تروا الهلالَ، ولا تفطروا حَتَّى تروهُ، فإنْ غمَّ عليكم؛ فأكملوا العدةَ ثلاثينَ)) ورواهُ عدةٌ منْ أصحابِ مالكٍ بلفظِ: ((فاقدروا لَهُ)) فظنَّ قومٌ أنَّ الشَّافِعِيّ تفرد بقولِهِ: ((فأكملوا العدةَ ثلاثينَ)) وقد تابعَهُ عَلَيْهَا عَبْدُ اللهِ بنُ مسلمةَ القعنبيُّ، عنْ مالكٍ، كذلك أخرجهُ البخاريُّ (٨)، وله (٩) متابعةٌ قاصرةٌ فِي "صحيحِ


(١) انظر: نزهة النظر: ٥٤، والنكت لابن حجر ٢/ ٦٨٢ وبتحقيقي: ٤٥٨.
(٢) التبصرة والتذكرة (١٧٣) و (١٧٤).
(٣) انظر: نزهة النظر: ٥٤، والنكت لابن حجر ٢/ ٦٨٢ وبتحقيقي: ٤٥٨.
(٤) في (ف): ((عمر)).
(٥) التبصرة والتذكرة (١٧٦).
(٦) نزهة النظر: ١٠٠ طبعة الحلبي.
(٧) الأم ٢/ ١٠٣.
(٨) صحيح البخاري ٣/ ٣٤ (١٩٠٧).
(٩) جاء في حاشية (أ): ((أي للشافعي)).

<<  <  ج: ص:  >  >>