للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

منعناهم السمعَ أنْ يسمعوا، أو المعنى: أنمناهمْ فمنعناهم السمعَ (١)، وقولهُ: {أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً} (٢) أي: نهملُكم فلا نُعرّفكم ما يجبُ عليكم (٣).

قولهُ: (أو ما يتنزلُ منْزلة إقرارهِ) (٤) قالَ الشيخُ في " النكتِ " (٥):

((هوَ كأنْ يحدّث بحديثٍ عن شيخٍ، ثمَّ يُسألُ عنْ مولدهِ، فيذكرَ تأريخاً، يُعلمُ وفاةُ ذلكَ الشيخِ قبلهُ، ولا يوجدُ ذَلِكَ الحديثُ إلاّ عنده (٦)، فهذا لم يعترفْ بوضعهِ، ولكنَّ (٧) اعترافهُ بوقتِ مولدهِ يتنزلُ منْزلةَ إقرارهِ بالوضعِ؛ لأنَّ ذَلِكَ الحديثَ لا يعرفُ إلاَّ عندَ ذَلِكَ الشيخِ، ولا يُعرفُ إلاَّ بروايةِ هذا الذي حدّثَ بهِ، واللهُ أعلمُ)).

قولهُ: (ركاكةُ ألفاظِها ومعانيها) (٨) قالَ شيخُنا: ((إنما المدارُ على المعنى، فحيثُ ما وُجِدَتْ ركاكتُهُ، دلَّ على الوضعِ، سواءٌ كانَ وحدهُ، أو انضمتْ إليهِ ركاكةُ اللفظِ؛ فإنَّ هذا الدينَ كلَّهُ محاسنٌ، والركةُ ترجعُ إلى الرداءةِ؛ فإذن بينها وبينَ مقاصدِ الدّينِ مباينةٌ، قالَ: وركاكةُ اللفظِ لا تدلُّ على ذَلِكَ؛ لاحتمالِ أنْ يكونَ الراوي رواهُ بالمعنى، فغيَّر ألفاظهُ بألفاظٍ غيرِ فصيحةٍ، منْ غيرِ أنْ يُخلَّ بالمعنى، نَعَم. إنْ صرَّحَ بأنَّ هذا لفظُ النّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فهوَ كاذبٌ، واللهُ أعلمُ)).

قولهُ: (تعرفُهُ) (٩) الضميرُ المستترُ فيهِ / ١٨٩ ب / يعودُ على الضوءِ، وهو مُشدّدٌ


(١) انظر: تفسير البغوي ٣/ ١٨٢.
(٢) الزخرف: ٥.
(٣) انظر: تفسير البغوي ٤/ ١٥٤.
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣١٨.
(٥) التقييد والإيضاح: ١٣٢.
(٦) عبارة: ((إلاّ عنده)) لم ترد في (أ) و (ب)، وهي من (ف).
(٧) في (ب): ((لكن)) بدون واو.
(٨) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣١٨.
(٩) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣١٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>