للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس في أهلِ الأهواءِ أصحُّ حديثاً منَ الخوارجِ، ثم ذكرَ عمرانَ بنَ حطانَ وأبا حسانَ الأعرج (١) ولم يحتجَّ مسلمٌ بعبدِ الحميدِ الحمانيِّ، إنّما أخرجَ لَهُ في المقدمةِ، وقدْ وثّقهُ ابنُ معينٍ)). (٢) انتهى كلامُ " النكتِ ".

وما اعتذرَ بهِ لا يفيدُ سلامةَ القولِ بأنَّ الداعيةَ يردُّ فإنَّ توثيقَهُ لايخرجُهُ عن كونهِ داعيةً، وقولُ الشراةِ وهو جمعُ شارٍ، قالَ / ٢٢٤أ / أهل اللغةِ: والشاري: واحدُ الشراةِ، وهمُ الخوارجُ، وإنما سمّوا بذلكَ لأنَّهُم زعموا أنهم شروا أنفسَهم منَ اللهِ، وقيلَ: لأنَّهُم ألجُّ الناسِ في مذهبِهم مِنْ شَرِيَ الرجلُ - بالكسرِ - في الشرِّ، إذا لجَّ فيهِ (٣).

قولهُ: (وداود بن الحصين) (٤)، أي: الأمويُّ مولاهم، أبو سليمانَ المدنيُّ، رَوَى عنهُ مالكٌ، وأخرجَ حديثهُ الجماعةُ قالُ ابنُ معينٍ: ((ثقةٌ))، وقالَ أبو

حاتم (٥): ((ليسَ بالقويِّ، ولولا أنَّ مالكاً رَوَى عنهُ لتُرِكَ حديثُهُ))، وذكرهُ ابنُ حبانَ في " الثقاتِ " (٦)، وقالَ: ((كانَ يذهبُ مذهبَ الشراةِ - يعني: طائفةً من الخوارجِ، قالَ - وكلُّ منْ تَركَ حديثَهُ على الإطلاقِ وَهِمَ؛ لأنَّهُ لم يكنْ بداعية)) وقالَ الساجيُّ (٧): ((منكرُ الحديثِ، متهمٌ برأي الخوارجِ)) (٨).


(١) تهذيب الكمال ٥/ ٤٨٢ (٥٠٧٦).
(٢) التقييد والإيضاح: ١٥٠، وانظر: الثقات لابن حبان ٧/ ١٢١، والجرح والتعديل ٦/ ١٦.
(٣) العين مادة ((شري))، والصحاح مادة ((شري)).
(٤) شرح التبصرة والتذكرة ١/ ٣٥٩.
(٥) في جميع النسخ الخطية: ((أبو زرعة))، والمثبت من الجرح والتعديل ٣/ ٣٨٨، وتهذيب التهذيب ٣/ ١٦٣ - ١٦٤، والذي قاله أبو زرعة عنه: ((لين)).
(٦) الثقات ٦/ ٢٨٤.
(٧) في جميع النسخ الخطية: ((النسائي))، والمثبت من تهذيب التهذيب ٣/ ١٦٤، والذي قاله النسائي عنه: ((ليس به بأس)).
(٨) انظر: تهذيب الكمال ٢/ ٤١٢ (١٧٣٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>