هذه المخالفات يجرُّ بعضها بعضاً، يبدأ الإنسان بالمخالفة اليسيرة، ثم يعاقب بما هو أعظم منها، وكلما بعد عن فهم السلف لنصوص الكتاب والسنة زادت المخالفات عندهم، وعظمت حتى تكون طوام، يعني الأشعرية قالوا: استولى، وغيرهم ممن هو أشد منهم في الابتداع قالوا: ما استوى، إلى أن قال قائلهم من غلاة الجهمية قال: لينفي صفة العلو التي ثبتت بالأدلة الكثيرة من نصوص الكتاب والسنة، ماذا قال في سجوده: سبحان ربي الأسفل، نسأل الله السلامة والعافية، فلينتبه الإنسان لنفسه، يجعل لنفسه احتياطات، لا يتمادى في شيء لا يدركه عقله، يعني القائد الكتاب والسنة فقط، والعقل يجب أن يكون تابعاً للكتاب والسنة، مخطوم بزمام الكتاب والسنة، والذي ينير له فهم الكتاب والسنة، ويعينه على فهم الكتاب والسنة هو إدامة النظر في أقوال سلف هذه الأمة، فلا يبتدع، قد كفي.
في حاشية الشيخ ابن مانع -رحمه الله تعالى- يقول: "تنبيه قد وقع في بعض الكتب التي زعم مؤلفوها أنها على مذهب السلف عبارة باطلة، وهي كما في رسالة نجاة الخلف في اعتقاد السلف، قال: فالله تعالى كان ولا مكان، ثم خلق المكان، وهو على ما عليه كان قبل خلق المكان.
يقول: رسالة. . . . . . . . . هذه معي الآن- نجاة الخلف في اعتقاد السلف، هذا الكلام صحيح، العنوان صحيح، نجاة الخلف تكون باعتقاد السلف، قال: فالله تعالى كان ولا مكان، ثم خلق المكان، وهو على ما عليه كان قبل خلق المكان، وهذا -يقول الشيخ ابن مانع- وهذا إنما يقوله من لم يؤمن باستواء الرب على عرشه من المعطلة، ومؤلف الكتاب رد عليه أئمة الدعوة وكلامهم في مجموعة التوحيد النجدية واضح، لكن هذا باختصار.
يقول الشيخ ابن مانع: وهذا إنما يقوله من لم يؤمن باستواء الرب على عرشه من المعطلة .. كيف؟ وهذا إنما يقوله من لم يؤمن باستواء الرب على عرشه من المعطلة، والحق أن يقال: إن الله تعالى كان وليس معه غيره، ثم خلق السماوات والأرض في ستة أيام، وكان عرشه على الماء، يعني قبل خلق السماوات والأرض، ثم استوى على العرش، وثم هنا للترتيب لا لمجرد العطف.