صاحب الشيباني صاحب من؟ أبو عبيدة وإلا أبو عبيد؟ لأنه يقول: وأبو عبيدة صاحب الشيباني يختار هذا القول، هل المقصود به أبو عبيدة أو أبو عبيد؟ أبو عبيد القاسم بن سلام معروف إمام من أئمة المسلمين، في هذا الباب وفي غيره من أبواب الدين، وأما أبو عبيدة معمر بن المثنى فهو من أئمة اللغة مشهودٌ له بذلك، وله فيها باع، لكنه يثبت المجاز، وألف في مجاز القرآن، فهل المقصود أبو عبيد وإلا أبو عبيدة؟ الذي بين يدي مما في حاشية الشيخ ابن مانع يقول: وأبو عبيدة صاحب الشيباني، إذا كان المراد صاحب الشيباني الإمام أحمد فصاحبه أبو عبيد كما هو معروف، وإن كان أبو عمرو الشيباني اللغوي المعروف صاحبه أبو عبيدة، فأيهما؟
يعني مسألة لبس أبي عبيد بأبي عبيدة سهل يعني، لكن المقام بأبي عبيدٍ أليق؛ لأنهم ما عندهم مخالفات في هذا الباب، وعلى كل حال يراجع الأصل، تراجع النونية، ويراجع شروحها وينظر في المسألة. وأيضاً النقول في هذه المسألة وفي مسألة العلو تجدونها في اجتماع الجيوش الإسلامية لابن القيم، وفي كتاب العلو للحافظ الذهبي -رحمه الله-.
والأشعري يقول تفسير استوى ... بحقيقة استولى من البهتان
هل يستقيم استوى بمعنى علا وارتفع وصعد واستقر، هل يستقيم تأويلها باستولى؟ استولى، ضع مكان استوى استولى في الآيات، {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} الاستيلاء لا يكون إلا بعد عدم، يعني إيجاد لهذا الاستيلاء وهذه الغلبة بعد أن لم تكن، فهل كان العرش قبل استيلائه -جل وعلا- عليه على سبيل التنزل معهم خالياً منه -جل وعلا-؟! معناه أنه كان العرش خالي ثم استولى عليه الله -جل وعلا- تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وهذا من شؤم تحريف النصوص.