لكن لا شك أن فيه من المسائل ما هو مأخوذ عن المتكلمين، يقول في المقدمة في معرفة الله تعالى مما هو بعيد كل البعد عن معتقد الإمام أحمد -رحمه الله- الملتزم بالأثر، وبعض من ينتسب إلى الإمام أحمد عندهم شيء من التسامح والتساهل، فمثل هذا يقول: هذه على مذهب الإمام أحمد وعلى طريقته وعلى منهجه، وفيها مخالفات، أيضاً السفاريني في عقيدته فيها شيء من المخالفات، وهو يزعم أنها من معين مذهب الإمام أحمد -رحمه الله تعالى- وذكر فيها الجوهر والعرض وغير ذلك من اصطلاحات المتكلمين، وتوسع في إدخال الأشعرية والماتريدية في مذهب أهل السنة والجماعة، وقال: إن مذهب أهل السنة والجماعة ثلاث فرق، الأثرية: وإمامهم الإمام أحمد بن حنبل، والأشعرية: وإمامهم أبو الحسن الأشعري، والماتريدية وإمامهم أبو منصور، على كل حال هذا توسع لكنه غير مرضي, غير مرضي.
المقدمة في معرفة الله تعالى:
فتجب معرفة الله تعالى شرعاً بالنظر في الوجود والموجود، على كل مكلف قادر، وهو أول واجب له تعالى، وأول نعم الله الدينية وأعظمها أنْ أقدره على معرفته، وأول نعم الله الدنيوية الحياة العارية عن ضرر، وشكر المنعم واجبٌ شرعاً، وهو اعترافه بنعمته على جهة الخضوع والإذعان، وصرف كل نعمة في طاعته، ويجب الجزم بأنه تعالى واحدٌ فردٌ صمد عالمٌ بعلم, قادر بقدرة مريد بإرادة حيٌ بحياة سميع بسمع بصير ببصر متكلم بكلام، وبأنه تعالى ليس بجوهرٍ ولا جسم، ولا عرض، ولا تحله الحوادث ....
يعني النفي والإثبات في الجوهر والعرض هل هو مأثور عن سلف هذه الأمة؟ العلماء ردوا على السفاريني حينما قال: وليس ربنا بجوهرٍ ولا عرض، ردوا عليه، قالوا: إدخال هذه الاصطلاحات من كلام المتكلمين أو وما ابتدعوه وما ابتكروه في العقيدة التي تنسب إلى السلف الصالح، وإلى الإمام أحمد على وجه الخصوص لا شك أن هذا منكر.