للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الإمام ابن خزيمة -رحمه الله- في كتاب التوحيد: لما أثبت الوجه لله -جل وعلا- قال: لا يستلزم مشابهة وجوه المخلوقين بحال من الأحوال ولا بوجهٍ من الوجوه، وإذا تأملنا في المخلوقين وهم يشتركون في القدر المشترك من الخلق وجدنا تبيان كبير بين وجوه المخلوقين، فهل يستطيع أحد أن يقول: وجه الإنسان مثل وجه القرد؟ أو وجه النملة مثل وجه الحمار؟ أو وجه الذئب مثل وجه الجمل؟ ما يمكن، فالإنسان له وجهل والجمل له وجهل والحمار له وجه، والنملة لها وجه والجرادة لها وجه، ولا يلزم من ذلك المشابهة، وهذا بين المخلوقين، الذين يجمعهم وصفٌ واحد، يشملهم وصفٌ واحد وهو الخلق، فكيف بالتفاوت والتباين بين الخالق والمخلوق؟!.

في حديث أبي هريرة عند البخاري -رضي الله تعالى عنه- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((تحاجت الجنة والنار، فقالت النار: أوثرت بالمتكبرين والمتجبرين، وقالت الجنة: ما لي لا يدخلني إلا ضعفاء الناس وسخطهم! قال الله تبارك وتعالى للجنة: أنتِ رحمتي، أرحم بك من أشاء من عبادي، وقال للنار: إنما أنتِ عذابٌ أعذب بك من أشاء من عبادي، ولكل واحدةٍ منهما ملأها، فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع الله عليها رجله فتقول: قطٍ قطٍ، فهنالك تمتلي، ويزوى بعضها إلى بعض -يعني ينضم بعضها إلى بعض- ولا يظلم الله -عز وجل- من خلقه أحدا ً -يعني لا يضع فيها ولا يدخل في هذه النار –جهنم- من لا يستحق العقوبة- وأما الجنة فإن الله -عز وجل- ينشئ لها خلقاً)) وهذا السياق يأبى جميع التأويلات التي أبداها من ينكر هذه الصفات.

قول النار: هل هو بلسان المقال أو بلسان الحال؟ يعني هل تنطق أو بلسان الحال؟

طالب:. . . . . . . . .

<<  <  ج: ص:  >  >>