"قوله: ((من يدعوني)) لم تختلف الروايات على الزهري في الاقتصار على الثلاثة المذكورة، وهي: الدعاء والسؤال والاستغفار، والفرق بين الثلاثة: أن المطلوب أما لدفع المضار أو جلب المسار، وذلك أما ديني وأما دنيوي، ففي الاستغفار إشارة إلى الأول، وفي السؤال إشارة الثاني".
يقول:"والفرق بين الثلاثة -التي هي أيش؟ الدعاء والسؤال والاستغفار- أن المطلوب إما لدفع المضار أو جلب المسار، وذلك إما ديني وإما دنيوي، ففي الاستغفار إشارة إلى الأول -دفع المضار-، وفي السؤال إشارة إلى الثاني -الذي هو جلب المسار-، وفي الدعاء إشارة إلى الثالث -الذي هو أيش؟ -
طالب: الدعاء. . . . . . . . .
نعم، الآن شوف الترتيب في الحديث فيقول:((من يدعوني فأستجيب له؟ )) هذا أيش؟
طالب:. . . . . . . . .
هذا الأول.
طالب:. . . . . . . . .
على ترتيب الحديث، ((من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ )) إذا قلنا: الترتيب على ما جاء في الحديث، يعني مراد الحافظ ابن حجر الترتيب على ما جاء في الحديث يكون "ففي الاستغفار إشارة إلى الأول" الذي هو دفع المضار، "وفي السؤال إشارة إلى الثاني" جلب المسار.
"وفي الدعاء إشارة إلى الثالث".
وكأنه يمشي على ترتيبه هو، لا على ترتيب الحديث.
"وقال الكرماني: يحتمل أن يقال: الدعاء ما لا طلب فيه، يعني نحو: يا الله".
هذا دعاء "يا الله" لكن ماذا تطلب بهذا الدعاء؟
والسؤال الطلب، وأن يقال: المقصود واحد، وأن اختلف اللفظ، انتهى.
وزاد سعيد عن أبي هريرة:((هل من تائب فأتوب عليه؟ )) وزاد أبو جعفر عنه: ((من ذا الذي يسترزقني فارزقه؟ من ذا الذي يستكشف الضر فاكشف عنه؟ )) وزاد عطاء مولى أم صُبية عنه: ((ألا سقيم يستشفى فيشفى؟ )) ومعانيها داخلة فيما تقدم، وزاد سعيد بن مرجانة عنه:((من يقرض غير عديم ولا ظلوم؟ )) وفيه تحريض على عمل الطاعة، وإشارة إلى جزيل الثواب عليها، وزاد حجاج بن أبي منيع عن جده عن الزهري عند الدارقطني في آخر الحديث:((حتى الفجر)) ".