ولا شك أن النصوص جاءت بما يبعث على الخوف، وجاء من النصوص ما يبعث على الأمل والرجاء، وعلى هذا حال المسلم ينبغي أن يكون متعبداً لله -جل وعلا- عابداً له مستصحباً الخوف والرجاء، فلا يحمله الخوف على اليأس من رحمة الله والقنوط، ولا يحمله الرجاء إلى أن يأمن من مكر الله، فعليه أن يكون بين هذين الأمرين، وبعض الناس سمعتم وسمع غيركم سافر ورأى الجموع الغفيرة من الكفار فيقول: أبشروا كلكم في الجنة، مع أن المعتمد عند أهل السنة والجماعة أنه لا يشهد لأحدٍ من أهل الجنة إلا من شهد له النبي -عليه الصلاة والسلام-، وأما بقية الناس فلا يشهد لهم، إنما يرجى للمحسن ويخاف على المسيء.
((إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار)) متفقٌ عليه.
يا سلعة الرحمن ليس ينالها ... في الألف إلا واحدٌ لا اثنانِ
يعني بعث الجنة واحد وبعث النار تسعمائة وتسعة وتسعون.
وقوله:((ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه وليس بينه وبينه ترجمان)) فالحديث السابق فيه إثبات صفة الكلام لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، وتقدم ذكر المذاهب في هذه الصفة.