القلوب قويت أو ما زالت ضعيفة؟ القلوب ضعيفة، لكنها ما تستشعر عظمة هذا القرآن، فاستشعار عظمة هذا القرآن ضعف في قلوب الناس، ولذلك لو حصل لمثل هؤلاء أدنى مصيبة في ماله أو في بدنه أو في ولده عرفت كيف ضعف هذه القلوب؟ هو جرى علينا وعلى غيرنا أمور هي محاك واختبارات والنتيجة صفر، وإن كانت الأمة لا تخلو من الكبار من الرجال العظماء الذين يتحملون مثل هذه الامتحانات ويتجاوزونها.
والعام الماضي كان واحد من المشايخ عنده محاضرة بعد صلاة العشاء تنتهي في الحادية عشرة، ولي معه موعد جلسنا معه بعد المحاضرة ساعة، ولم يتغير من وضعه شيء، هو الشيخ الذي عرفناه سابقاً ولاحقاً، ثم لما خرجنا منه وصلنا السكن اتصل علينا أن الشيخ حصل له العصر، يعني قبل المحاضرة، وقبل لقاءنا أن ابنه الأكبر سقط مغمياً عليه، وذهب به إلى المستشفى، ولم يتوصلوا إلى نتيجة، من يتحمل مثل هذا؟ لكنه اليقين، وعموم الناس كل واحدٍ يعرف نفسه، ومقدار قلبه، والله المستعان.
هذا القرآن لو نزل على جبل، لو أنزله الله -جل وعلا- على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً، عجوز في السبعين أو في الثمانين من عمرها، تذهب إلى المستشفى، ويقرر لها عملية، حصوات في المرارة، أو في الكلى، المقصود أنه يقرر لها عملية، فخرجت من المستشفى لتستخير، ثم رجعت إليهم من الغد، فحلل لها، ووجد أن الحصى نزل، طيب ماذا صنعت هي؟! ما هي بعادة ينزل الحصا من هذا المكان الذي هو فيه، لا بد من الاستئصال، قالوا: أيش صنعتِ؟ قالت: والله ما سويت إلا كأس من ماء زمزم نفثت فيه قرأت فيه الفاتحة والمعوذتين، ونزل الحصا، قالوا لها: عجيب، قالت: نعم. والله -جل وعلا- يقول:{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا} [(٢١) سورة الحشر] هذه حصوات صغيرة جداً كيف لا تتفت من القرآن؟ وأيضاً لكنه اليقين والإيمان، والله المستعان.