{لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} [(٢١) سورة الحشر] والشاهد في قوله: {لَوْ أَنزَلْنَا} لكنه أنزل على هذه القلوب، قلوب أتقى الناس، وأخشاهم، وأعلمهم بالله -جل وعلا-، وأعرفهم به محمد -عليه الصلاة والسلام- وأمته، واعترى الأمة من الضعف ما اعتراها، حتى أن قراءة القرآن، وسماع القرآن، وغير القرآن على حدٍ سواء، وبعض الناس يتأثر من بعض المواعظ، أو بعض القصائد أكثر من تأثره بالقرآن، ورأيتم ماذا يصنع الناس في يوم ختم القرآن؟ تجد القرآن يقرأ على مدى ثلاثين ليلة من ليالي رمضان، ما يؤثر في كثيرٍ من الناس، ثم إذا جاء الختم سمعت البكاء والصراخ من بعض الناس؟ لكن القرآن إنما يؤثر من يخاف الوعيد {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ} [(٤٥) سورة ق].
في هذه السنة في المسجد الحرام، في ليلة من الليالي، هي ليلة سبعة وعشرين، وفي قنوت القنوت بعد التهجد في القنوت، سمعنا صراخاً عالياً، بكاء شديد، ثم بعد أن انتهت الصلاة وسلمنا، قال هذا الذي سمع منه البكاء: ماذا تسمون هذه؟ حافظة الشاي أو القهوة التي تمنعها من البرودة؟ قال: نسميها ثلاجة، قال: يا أخي أنت ما تفهم، ثلاجة وتحفظ الحرارة، قل: ترمس، قال: لا، نحن نسميها ثلاجة، وهذا الاصطلاح ولا مشاحة، قال: ترمس وإلا كذا، وإلى أن صارت شجار ونزاع بعد البكاء الذي سمعناه قبل ثلاث دقائق.
يا إخوان المسألة تحتاج إلى مراجعة وإلى إعادة نظر، وهل هذا بكاء حقيقي؟ يعني من يقرأ القرآن ويبكي، سمعنا -ولله الحمد- من يبكي في القرآن، لكن هل لهذا البكاء أثر؟ يعني تجده في أول الآية، وفي آخرها الصوت يعني متأثر، لكن الآية التي تليها ما كأنه مرَّ به آية وعد أو وعيد، يعني لا بد من إعادة النظر، السلف إذا بكاء في الليل يعاد في النهار، الواحد منهم.