يقول الله -جل وعلا-: {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ} [(١٠١) سورة النحل] {وَإِذَا بَدَّلْنَا آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ} وهذا الشاهد {قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ} يعني كذاب، تأتينا اليوم بكذا، وتأتينا غداً بكذا، يزعمون أن التغيير والتبديل من عنده -عليه الصلاة والسلام-، {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} [(١٠١) سورة النحل] حقيقة الأمر، وأنه من عند الله -جل وعلا-.
وأهل العلم يقولون: لو كان مفترياً -وحاشاه من ذلك- ما حصل هذا التبديل، وهذا التغيير؛ لأن هذا التبديل وهذا التغيير مثار تهمة، ومثل هذا المفتري لا يريد أن يتهم، والمفتري لا يريد أن يتهم، يريد أن يسد جميع منافذ الاتهام، فإذا كان يحصل هذا التبديل وهذا التغيير من قبل الله -جل وعلا-، وينزل على نبيه -عليه الصلاة والسلام- ويخبرهم اليوم بشيء، ثم ينسخ بعد ذلك ويغير ويبدل، والمفتري الحقيقي لا يريد أن يتهم بشيء، فهو يسد منافذ الاتهام، فلو كان من عنده ما فعل هذا، فدل على أنه من عند الله -جل وعلا-.