بل أربعٌ كلٌ يسمى بالقرآن ... وذاك قولٌ بين البطلانِ
يقول: ما عندنا قرآن واحد، عندنا أربعة قرآنات.
وأتى ابن حزمٍ بعد ذاك فقال ... ما للناس قرآنٌ ولا اثنانِ
بل أربعٌ كلٌ يسمى بالقرآن ... وذاك قولٌ بين البطلانِ
هذا الذي يتلى وآخرُ ثابتٌ ... في الرسمِ يدعى المصحف العثماني
يعني: ما ينطق به قرآن، والذي في المصحف قرآن غير الذي ينطق به.
والثالث المحفوظ بين صدورنا ..
الذي لا ينطق به المحفوظ في الصدور.
هذه الثلاثة خليقة الرحمن .. هذه مخلوقة
هذا الذي يتلى وآخرُ ثابتٌ ... في الرسمِ يدعى المصحف العثماني
والثالث المحفوظ بين صدورنا ... هذه الثلاث خليقة الرحمنِ
والرابع المعنى القديم كعلمه ... كلٌ يعبرُ عنه بالقرآنِ
فقول ابن حزم لا شك أنه ضلال، ثم قال هنا الشارح -بعد أن ترجم له بترجمة مطولة- يقول: فلا بد من بيان معناه، فقوله: "بل أربعٌ كلٌ يسمى بالقرآن" هذا الذي يتلى، والثاني: المكتوب في المصاحف، والثالث: المحفوظ في الصدور، والمراد بالرسم الخط، وقوله: "هذه الثلاث خليقة الرحمن" وهذا القول من أبطل الأقوال التي قيلت في القرآن، ولذلك قال الناظم: "وذلك قولٌ بينُ البطلان" وقوله: "والرابع المعنى القديم" إلى آخره كأنه -والله أعلم- وافق الأشاعرة والكلابية في إثبات المعنى النفسي، وقد تقدم القول في المعنى النفسي بما أغناه عن الإعادة، يعني أنه يوافق المعتزلة في الثلاثة، ويوافق الأشعرية في المعنى النفسي، وقول الناظم: "وأظنه قد رام شيئاً لم يجد ... إلى قوله: أن المعين ذو مراتبَ أربعٍ" أن المعين كزيد مثلاً، له أربع وجودات، وجوده الخارجي: يعني المكون من جسده المحسوس المرئي، هذا وجوده الخارجي.
ووجودٌ ذهني: يعني أنت في ذهنك تتصور أن زيد من البشر، وأنه من الذكور، تتصوره ذكر وتتصوره من بني آدم، وتتصوره ذا طول وعرض، ووجودٌ ذهني.
ووجودٌ لفظي، لفظت بهذه الحروف الزاي والياء والدال، أي في اللفظي إذا تلفظت بلفظ زيد.
ووجودٌ رسمي: أي خطي.