ذكرنا في درس -أظن في شرح الزمزمية- وأطلنا في مسألة المجاز، وقلنا: أنه لا مجاز لا في النصوص ولا في لغة العرب على القول المحقق الذي اختاره شيخ الإسلام وابن القيم، وأهل التحقيق، وأما كونهم يقولون: هذا ينفي المجاز يعني عند من يقولون به، يعني حتى على سبيل التنزل عند الخصم الذي يرى أنه مجاز ينتفي المجاز بالتأكيد، ويقولون: إذا قلت: جاء زيد، احتمال أن يكون جاء أهله، جاء أمره، جاء خبره، جاء شيء يتعلق به، وإذا قلت: جاء زيدٌ نفسه أو عينه ما يحتمل مجاز أبداً هذا.
يقول ابن القيم عن بيت الأخطل:(استوى بشرٌ على العراق)
ودليلٌ في ذاك بيتٌ قاله ... فيما يقال الأخطل النصراني
يا قوم قد غلط النصارى قبل في ... معنى الكلام وما اهتدوا لبيانِ
سيأتي في كلام ابن القيم، لكن في قوله: قد استوى بشر، ليس المراد قوله قد استوى بشر لا، المراد به:
إن الكلام لفي الفؤاد وإنما ... جعل اللسان على الفؤاد دليلاً
هذا يقول: غداً يسمى يوم الزهور البدعي الذي سيكون اختلاط الرجال بالنساء، وبعض المنكرات في شارع. . . . . . . . . ما حكم هذا اليوم، وما رأيكم بمن سماه البدعي؟
إذا كان يتكرر ويعود في كل سنة في مثل غدٍ فهو يسمى عيد، وهو أيضاً بدعة يجب إنكاره، وإن كان خاص بهذا اليوم غد ولا يتكرر بعد ذلك فما يكون في ذلك اليوم من أمور سواءً كانت من المنكرات العملية مثل اختلاط الرجال بالنساء، وتحرش بعضهم ببعض، هذه منكرات يجب إنكارها، وإن كان الأصل المبدأ والفكرة جاءتنا من أعدائنا من اليهود أو من النصارى فهذا من التشبه المحرم أيضاً، فالإنكار على الوجهين, لكن الإنكار يكون بالطرق المناسبة التي لا تترتب عليها آثار ومنكرات أعظم منها.
س: يقول الله تعالى: {وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} أين إثبات الكلام لله في هذه الآية؟ وما مرجع الضمير في كلمه؟
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ} [(١٤٣) سورة الأعراف] فالمكلم هو موسى، وضميره الهاء، والرب هو الفاعل -جل وعلا- وأيضاً الضمير الذي أضيف إليه الرب يعود إلى موسى، ففيه إثبات الكلام ظاهر، ولا تحتمل تأويل، ولا تحتمل تحريف، كما في قوله -جل وعلا-: {وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} [(١٦٤) سورة النساء] هم حرفوها لفظاً ومعنى، وذكرنا هذا فيما تقدم، أما هذه الآية لا تحتمل التحريف.