ثم بعد هذا الآية التي تليها:{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} والآية كالتي قبلها فيها النداء من الله -جل وعلا- والنداء لا يكون إلا مسموعاً؛ لأنه بصوتٍ مرتفع يسمعه المقصود به، ويكون النداء بقدر الحاجة، وكلام الله -جل وعلا- يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب، فهو ينادي -جل وعلا- وهو يناجي كما قال -جل وعلا-: {وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا} [(٥٢) سورة مريم] فنجياً إعرابها: حال من أيش؟ صاحب الحال نجي فعيل، بمعنى مناجي أو مناجاة؟ نجي فعيل، فهل هي بمعنى المفعول أو بمعنى الفاعل، مناجي أو مناجاة؟ وإذا قلنا مناجاة فهي حالٌ من الضمير المفعول {وَقَرَّبْنَاهُ} حال كونه مناجاة، وإذا قلنا مناجي فهي حالٌ من الفاعل وهو النون فاعل {وَقَرَّبْنَاهُ} هو على كل حال هذه المناجاة من الله -جل وعلا- ولذا أثبتت في صفاته -جل وعلا-.
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ} كما في الآية التي قبلها، النداء لا يكون إلا بحرفٍ وصوت يسمعه المقصود به.
{فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ} وفي هذا إثبات الكلام لله -جل وعلا- على ما يليق بجلاله وعظمته، ثم بعد ذلك بعد إثبات صفة الكلام الصفة العامة يأتي الكلام في الكلام الخاص وهو القرآن، في آيات ذكرها الشيخ -رحمه الله تعالى- والكلام في صفة الكلام وفي القرآن يطول، يمكن أن يستغرق ثلاثة دروس أو أكثر,. . . . . . . . . نبسط المذاهب إن شاء الله تعالى، وننظر في كلام أهل العلم، ونترك الكلام في القرآن للدرس القادم إن شاء الله تعالى.
أسئلة:
يقول:{وَكَلَّمَ اللهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} التأكيد ينفي المجاز على كلام أهل اللغة، فهل يعني ذلك أن القرآن فيه مجاز، وما هو الصحيح في هذه المسألة؟