مسلِّماً أو مسلَّماً، يعني ما خاض في الموضوع، يعني سلم منه، لم يقل فيه شيئاً، ومع ذلك لما استشاره النبي عليه الصلاة والسلام، قال:"النساء غيرها كثير" فوجد في نفسها عليه إلى أن مات -رضي الله عنه وأرضاه- المقصود أن هذه القصة عظيمة، فيها من الدروس والعبر وهي مصيبة بالنسبة لعائشة -رضي الله عنها-، ترتّب عليها الخير الكثير في الدنيا والآخرة بالنسبة لها -رضي الله عنها وأرضاها-، ولذلك مثل هذه المصائب من استعمل الأسلوب الشرعي في استقبالها، ومع ذلك صبر واحتسب لله -جل وعلا- فإنه يثاب ثواباً عظيماً، ولذا قال:{لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ} [(١١) سورة النور]، الآثار المترتبة عليه خير، بان بعض الأشخاص وانكشف بعض الأشخاص الذين يتسترون، ومع ذلك رفع الله درجة عائشة -رضي الله تعالى عنها وأرضاها- حيث أنزل فيها قرآناً يتلى إلى يوم القيامة، وقد يتعرض بعض النساء لمثل هذه المصيبة، والنساء لضعفهن، وقلة صبرهن قد يحاولن كشف هذه المصيبة بأسلوبٍ غير مرضي، وهذا يتعرض له بعد وجود الآلات التي تنشر الصور على نطاقٍ واسع، فيهدد بها، حصل لبعض النساء وبعض الشباب من الصبية وغيرهم أنه يصور وجهه ثم يركب عليه صورة عارية، ثم يركب عليها صورة أخرى فيها ممارسة الفاحشة، أو شيء من هذا، ثم يهدد بها، تصير ورقة يساوم بها، فإن استجاب أو استجابت، وإلا نشرت، وأبلغ ولي الأمر بها والزوج إن كانت متزوجة، وما أشبه ذلك، فيحصل منه المصائب والكوارث الشيء العظيم، لا شك أن هذا بالنسبة لمن صنعه أمر خطير جداً، في غاية الخطورة –نسأل الله السلامة والعافية– ومثل هذا يبتلى في الدنيا قبل الآخرة، لكن من رمي بمثل هذه الأفعال ودبلجت صورته على مثل هذا التركيب عليه أن يصبر ويحتسب ولا يستسلم للضغوط، لا يعالج قذف أو إشاعة أو شيء من هذا بحقيقة، لأن بعض النساء تضعف عن الصبر والاحتمال لمثل هذه الأمور فتستجيب لهذه الضغوط، لأن هؤلاء الأشرار وهؤلاء الفسقة ما صوروها إلا لأجل أن يضغطوا عليها بهذه الصور، وعلى هذا فالحل الوحيد الأمثل أن ترضى وتسلم، يعني إن قالت ما صدقت من قبل ولي الأمر، يعني مثل ما جاء عن عائشة -رضي الله عنها-،