الذي تولى الكبر واحد، لكن الذي شارك هذا الذي تولى الكبر مجموعة، جاء عن حسان أنه شارك، وجاء عنه أنه تبرأ من المشاركة على ما سيأتي، وما دعا عائشة -رضي الله تعالى عنها- بالعفة، وممن شارك مسطح بن أثاثة قريب من أبي بكر على ما سيأتي في قوله:{وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ} [(٢٢) سورة النور] وممن شارك أيضاً حمنة بنت جحش أخت زينب أم المؤمنين، أم المؤمنين ما وقعت وهي الضرة لعائشة وزينب من باب الحمية لأختها وقعت –نسأل الله السلامة والعافية– وهذا يؤخذ منه أن أكثر ما يقع من الخلافات والآثار المترتبة عليها إنما هو بين الأتباع، أكثر مما يقع بين الرؤوس، يعني لو بحثت ما وجدت خلاف يعني بين أئمة، لكن تجد الخلاف بين أتباعه المنتصرين لهم، يعني يقع مخالفات ومشادات بين شافعية وحنفية، لكن هل يتصور بين الشافعي وأبي حنيفة يوجد مثل هذا الكلام؟ إلى عصرنا الحاضر، تجد الكبار ما بينهم إشكال، يعني اختلاف في وجهات النظر لا يترتب عليه شيء، ولا عداوة، ولا كلام سيء، ولا بذيء، ولا غيبة، ولا وقوع في أعراض أبداً، لكن تجد هؤلاء الأتباع هم الذي يستوشون، وهم الذين يوقدون النار تحت، ولذلك زينب أم المؤمنين صاحبة الشأن الذي تمنى كل ضرة تتمنى لضرتها لا سيما إذا كانت أثيرة عند الزوج أن يقع منها ما يقع لترتفع كفتها، ومع ذلك حماها الدين أن تقول شيئاً، وحمنة تبعاً لها قالت ما قالت، والله المستعان.
وكان صفوان هذا صاحب ساقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزواته لشجاعته، وكان من خيار الصحابة، وقيل: كان حصوراً، لا يأتي النساء، ذكره ابن إسحاق من طريق عائشة، وقيل: كان له ابنان يدل على ذلك حديثه المروي مع امرأته، وقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في ابنيه:((لهما أشبه به من الغراب بالغراب)) وقوله في الحديث: ((والله ما كشفتُ كنف أنثى قط)) يريد بزنىً، وقتل شهيداً -رضي الله عنه- في غزوة أرمينية سنة تسع عشرة في زمان عمر، وقيل: ببلاد الروم سنة ثمان وخمسين في زمان معاوية.