الرابعة: قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ} [(١١) سورة النور] يعني ممن تكلم بالإفك، ولم يسم من أهل الإفك إلا حسان ومسطح وحمنة وعبد الله، وجهل الغير قاله عروة بن الزبير، وقد سأله عن ذلك عبد الملك بن مروان، وقال: إلا أنهم كانوا عصبة كما قال الله تعالى، وفي مصحف حفصة عصبة أربعة.
طالب: يا شيخ هي المريسيع أو المريصيع؟
المريسيع، بالسين، نعم.
الخامسة: قوله تعالى: {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ} [(١١) سورة النور] وقرأ حميد الأعرج ويعقوب {كُبره} بضم الكاف، قال الفراء: وهو وجه جيد، لأن العرب تقول: فلان تولى عظم كذا وكذا: أي أكبره، روي عن عائشة أنه حسان، وأنها قالت حين عمي: لعل العذاب العظيم الذي أوعده الله به ذهاب بصره، رواه عنها مسروق، وروي عنها أنه عبد الله بن أبي وهو الصحيح، وقاله ابن عباس، وحكى أبو عمر بن عبد البر أن عائشة برأت حسان من الفرية، وقالت: إنه لم يقل شيئاً، وقد أنكر حسان أن يكون قال شيئاً من ذلك في قوله:
حصان رزان ما تزن بريبة ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل
غرثى: يعني جائعة، جائعة من لحوم الغوافل، يعني أنها لا تقع في أعراض الناس.
حليلة خير الناس ديناً ومصباً ... نبي الهدى والمكرمات الفواضل
عقيلة حي من لؤي بن غالب ... كرام المساعي مجدها غير زائل
مهذبة قد طيب الله خيمها ... وطهرها من كل شين وباطل
فإن كان ما بُلغت أني قلته ... فلا رفعت سوطي إلي أناملي
فكيف وودي ما حييت ونصرتي ... لآل رسول الله زين المحافل
له رتب عال على الناس فضلها ... تقاصر عنها سَورة المتطاول
وقد روي أنه لما أنشدها: حصان رزان، قالت له: لست كذلك، تريد أنك وقعت في الغوافل، وهذا تعارض، ويمكن الجمع بأن يقال: إن حساناً لم يقل ذلك نصاً وتصريحاً، ويكون عرض بذلك، وأومأ إليه، فنسب ذلك إليه، والله أعلم.
وقد اختلف الناس فيه هل خاض في الإفك أم لا؟ وهل جلد الحد أم لا؟ فالله أعلم، أي ذلك كان، وهي المسألة.
السادسة: فروى محمد بن إسحاق وغيره: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جلد في الإفك رجلين وامرأة: مسطحاً وحسان وحمنة. وذكره الترمذي ..