في قول الله -جل وعلا-: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ} أولاً: اللفظ على عمومه، واسم الموصول من صيغ العموم، فالذين يحبون أن تشيع الفاحشة بمعنى أنها تكثر وتنتشر، فييسرون أسبابها، ويسهلون سبلها، سب الفاحشة، يعني يرغبون أن تكون الفاحشة في كل بلد، وفي لك حي، تيسيراً لأهلها، لأهلها من الأشرار، هؤلاء لهم العذاب الذي يترب على هذا الأمر، لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة –نسأل الله السلامة والعافية-، لأن من يرضى ويحب ما يكرهه الله هذا على خطر عظيم –نسأل الله السلامة– لأنها محادة ومعاندة، فالذي يحب أن تشيع الفاحشة وتكثر، هذه الفاحشة وغيرها من المنكرات مثل هذا متوعد بهذا العذاب العظيم، وليس المراد بذلك إشاعة الخبر، المراد بذلك إشاعة الفاحشة نفسها، إشاعة الفعل، أما إشاعة خبر الفاحشة وما ترتب عليها من حد من أجل قمع من يرتكبها فهذا مطلوب، {وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ} [(٢) سورة النور] هذا لا بد أن يشيع وينتشر في الناس لكي يرتدعوا، وإلا لما شرع حضور هذه الطائفة، ولما كانت إقامة الحدود معلنة، لكانت إقامة الحدود في بيوت أو في أماكن لا يحضرها الناس، لكن الحدود إنما تقام في البلدان حيث مجتمعات الناس، وقد أمر بشهودها، من أجل أن يشع الخبر فيرتدع من تسول له نفسه ارتكاب هذه الفاحشة، وأما بالنسبة للمراد بالآية، يحبون أن تشيع الفاحشة معناها أن تكثر، وذلك بتيسير سبلها والتسهيل على أهلها، ولا شك أن الستر مطلق على أهل الفواحش، وعدم إقامة الحدود عليهم من إشاعة الفاحشة، لأن هذا ييسر لهم، ويسهل لهم ارتكاب الفاحشة إذا أمنوا العقوبة.
طالب. . . . . . . . .
الشيخ: القول القبيح والفعل القبيح، كل شيء محرم لا يجوز تسهيله وتيسيره وإشاعته بين الناس، لا يجوز هذا بحال.
طالب. . . . . . . . .
المقصود إذا كان يحب أن تنتشر هذه الفواحش وتكثر في أحياء المسلمين وفي مجتمعاتهم داخل في الآية.
طالب. . . . . . . . .
أصل الصور القبيحة الفاحشة، الفحش، الذنب الكبير الذي يفحش ويعظم، وهذا لا شك أنه وسيلة وتوطئه للفاحشة، فالوسائل لها أحكام الغايات.