طالب: لكن من ينشرها هل يعد محباً لها أم هم قائم بنشرها؟ يعني هو الذي أشاع الفاحشة؟
هو الذي أشاع الفاحشة.
طالب: فوق المحبة؟
نعم، هو يحبها ولو المحبة لما نشرها –نسأل الله السلامة والعافية-.
طالب: يعني يكون يا شيخ إثمه أعظم؟
بلا شك، لأن الذي يحب أن تشيع قد يكون في بعض الصور أعظم ممن يفعل الفاحشة، لأن محبة إشاعة الفاحشة يعني أنها يحب أن يحصل هذا المنكر على نطاق واسع، لكن لو فعل مرة أو مرات بنفسه، واستتر بذلك أسهل ممن يحب أن تشيع وينتشر في المجتمع، لأن العذاب المعجل إنما يرتب على المعاصي والجرائم الكبيرة التي لا تجد من ينكرها، وإذا كثرت هذه الفواحش وشاعت بين الناس صعب إنكارها، وصارت بما عمت به البلوى، كما هو حال كثير من البلدان التي تنتسب إلى الإسلام، وقبل ذلك إشاعة الأسباب والوسائل التي من أجلها ترتكب هذه الفواحش.
طالب: المحبة عمل قلبي، فلو شخص فتح الجوال، وشاهد مثل هذه الصور المحرمة، وضحك لذلك وسرّ بذلك، هل يدخل في الوعيد؟
هو حرص على أن يرسل إليه مثل هذه الصور، أو حرص على أن يشتري الصحف والمجلات التي فيها هذه الصور، لا شك أن مثل هذا محب لهذا العمل الذي هو وسيلة للفاحشة.
طالب ....
إذا جاء ما يدل عليه، يعني إذا عورض العموم، أو جاء ما يدل على أنه مراد به الخصوص مثل قول الله -جل وعلا-: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ} [(١٧٣) سورة آل عمران] هل المراد بقوله: {الناس} جميع الناس، الذين قال لهم الناس يعني جميع الناس جاؤوا إلى النبي -عليه الصلاة والسلام- وقالوا له عليه الصلاة والسلام: إن جميع الناس قد جمعوا لكم؟ لا، الذي قال لهم الناس شخص واحد اسمه: نعيم بن مسعود، إن الناس هم أهل الأحزاب الذين تجمعوا لحربه عليه الصلاة والسلام.
طالب: توجيه لمن يذكر بعض قصص الفواحش بالتفصيل، محاضرات وخطب.