للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نعم عمره كله يتمنى أن يقال له: ارجع، ليطلب هذا الزكاء والنماء المذكور، بعض الناس لا يحتمل هذه الكلمة (ارجع) يقول: طلبت عمري كله هذه الآية فما أدركتها، أن أستأذن على بعض إخواني، فيقول لي: ارجع، فأرجع وأنا مغتبط.

الثانية: سواءً كان الباب مغلقاً أو مفتوحاً؛ لأن الشرع قد أغلقه بالتحريم للدخول حتى يفتحه الإذن من ربه، بل يجب عليه أن يأتي الباب، ويحاول الإذن على صفة لا يطلع منه على البيت، لا في إقباله ولا في انقلابه، فقد روى علماؤنا عن عمر بن الخطاب أنه قال: من ملا عينيه من قاعة بيت فقد فسق، وروى الصحيح عن سهل بن سعد أن رجلاً اطلع في جحر في باب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مِدرى يرجل به رأسه ..

يعني مثل المشط إلا أن أسنانه اثنين أو ثلاثة ما هي كثيرة.

فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لو أعلم أنك تنظر لطعنت به في عينك، إنما جعل الله الإذن من أجل البصر)) وروي عن أنس أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لو أن رجلاً اطلع عليك بغير إذن فخذفته بحصاة ففقأت عينه ما كان عليك من جناح)).

الثالثة: إذا ثبت أن الإذن شرط في دخول المنزل فإنه يجوز من الصغير والكبير، وقد كان أنس بن مالك دون البلوغ يستأذن على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكذلك الصحابة مع أبنائهم وغلمانهم -رضي الله عنهم-.

نعم الصبي يستأذن، ويأذن أيضاً، المميز يأذن في دخول البيت عند الشافعية والحنابلة، يملك الإذن في دخول البيت، ومنهم من يرى أنه لا يملك؛ لأنه لا يدرك مراد الداخل وحقيقة ما في نفس صاحب البيت، هل يريد أن يدخل أو لا يدخل؟ فليس له أن يأذن إلا إذا كان مدركاً، أما الصبي ولو كان مميزاً لا يأذن، وأما عند الشافعية والحنابلة يملك الإذن.

وكذلك الصحابة مع أبنائهم وغلمانهم -رضي الله عنهم- وسيأتي لهذا مزيد بيان في آخر السورة، إن شاء الله تعالى.

الرابعة: قوله تعالى: {وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [(٢٨) سورة النور] توعد لأهل التجسس على البيوت، وطلب الدخول على غفلة للمعاصي والنظر، إلى ما لا يحل ولا يجوز، ولغيرهم ممن يقع في محظور.

<<  <  ج: ص:  >  >>