{طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ} أولى بكم من أيمانكم، أو ليكن منكم طاعة معروفة، وقول معروف بإخلاص القلب ولا حاجة إلى اليمين ..
يعني لا تقسموا، قل لا تقسموا، إنما الكلام إذا لم يصدقه العمل فلا قيمة له، يعني هل وجد منكم طاعة معروفة؟ هم يقسمون،. . . . . . . . . دل عملكم على صدق قولكم، لا تقسموا الإنسان ليس بحاجة لا سيما الذي يصدق قوله عمله، أما الذي يدعي الدعاوى هو الذي يحتاج إلى الأيمان ليصدق، أما إذا كانت أعماله موافقةً لأقواله، ما يحتاج إلى أن يقسم، الناس كلهم يصدقونه.
وقال مجاهد: المعنى قد عرفت طاعتكم وهي الكذب والتكذيب: أي المعروف منكم الكذب دون الإخلاص، {إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [(٥٣) سورة النور] من طاعتكم بالقول ومخالفتكم بالفعل.
قوله تعالى:{قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} [(٥٤) سورة النور] بإخلاص الطاعة وترك النفاق، {فَإِن تَوَلَّوا} أي فإن تتولوا فحذف إحدى التاءين، ودل على هذا أن بعده {وَعَلَيْكُم} ولم يقل وعليهم، {فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ} أي من تبليغ الرسالة، {وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ} أي من الطاعة له، عن ابن عباس وغيره {وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} ..
ولو قال:(وعليهم) لقلنا: (فإن تولوا) ماضي، وليس بمضارع ولا نحتاج إلى تقدير تاء، لكن لما قال:(وعليكم) ما قال (وعليهم) عرفنا أنه مضارع وليس بماض.
{وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا} جعل الاهتداء مقروناً بطاعته، {وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} أي التبليغ المبين ..
وهذه الجملة الشرطية شاهدها الواقع، أن كل مطيع يهديه الله -جل وعلا- إلى الحق والصواب، كل مطيع يعان على الهداية في أقواله وفي أفعاله {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [(٦٩) سورة العنكبوت].