قوله تعالى:{أَوْ يُلْقَى} [(٨) سورة الفرقان] في موضع رفع، والمعنى: أو هلا يلقى {إِلَيْهِ كَنزٌ} أو هلا {تَكُونُ لَهُ جَنَّةٌ}.
يقترحون على الله -جل وعلا- أن يفعل هذا، كما اقترحوا أحد رجلين من القريتين عظيم، إما أبو جهل أو عروة بن مسعود الثقفي، فهم يقترحون وليس لهم خيرة، وليس لهم أمر، ولا مدخل لهم في هذا.
{يَأْكُلُ} بالياء قرأ المدنيون وأبو عمرو وعاصم، وقرأ سائر الكوفيين بالنون، والقراءتان حسنتان تؤديان عن معنى، وإن كانت القراءة بالياء أبين؛ لأنه قد تقدم ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- وحده فأن يعود الضمير عليه أبين ذكره النحاس.
{وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا} [(٨) سورة الفرقان] تقدم في (سبحان) والقائل عبد الله بن الزَّبعرى فيما ذكره الماوردي.
قوله تعالى:{انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ} [(٩) سورة الفرقان] أي ضربوا لك هذه الأمثال ليتوصلوا إلى تكذيبك {فَضَلُّوا} عن سبيل الحق وعن بلوغ ما أرادوا {فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا} إلى تصحيح ما قالوه فيك.
قوله تعالى:{تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ} [(١٠) سورة الفرقان] شرط ومجازاة، ولم يدغم {جَعَلَ لَكَ} لأن الكلمتين منفصلتان ويجوز الإدغام لاجتماع المثلين.
جعلك.
{وَيَجْعَل لَّكَ} في موضع جزم عطفاً على موضع {جَعَلَ} ويجوز أن يكون في موضع رفع مقطوعاً من الأول، وكذلك قرأ أهل الشام، ويروى عن عاصم أيضاً:{وَيَجْعَل لَّكَ} بالرفع: أي سيجعل لك في الآخرة قصوراً، قال مجاهد: كانت قريش ترى البيت من حجارة قصراً كائناً ما كان، والقصر في اللغة: الحبس.
يعني ولو كان صغيراً، بخلاف ما عليه عرف الناس من القصر لا يقال إلا للكبير.