والقصر في اللغة: الحبس وسمي القصر قصراً لأن من فيه مقصور عن أن يوصل إليه، وقيل: العرب تسمي بيوت الطين القصر، وما يتخذ من الصوف والشعر البيت، حكاه القشيري، وروى سفيان عن حبيب بن أبي ثابت عن خيثمة قال: قيل للنبي -صلى الله عليه وسلم-: إن شئت أن نعطيك خزائن الدنيا ومفاتيحها ولم يعط ذلك من قبلك ولا يعطاه أحد بعدك، وليس ذلك بناقصك في الآخرة شيئاً، وإن شئت جمعنا لك ذلك في الآخرة فقال:((يجمع ذلك لي في الآخرة)) فأنزل الله -عز وجل-: {تَبَارَكَ الَّذِي إِن شَاء جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِّن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَل لَّكَ قُصُورًا} [(١٠) سورة الفرقان].
ويروى أن هذه الآية أنزلها رضوان خازن الجنان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وفي الخبر: إن رضوان لما نزل سلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال:
مخرج هذا؟
طالب: قال: ضعيف جداً أخرجه الواحدي مطولاً عن ابن عباس، وفيه جويبر واهٍ بمرة والضحاك لم يلق ابن عباس والخبر شبه موضوع.
طيب ويروى أن هذه الآية أنزلها؟
طالب: علق عليه وقال: هذا باطل والراوي لا يعرف من هو؟ ولم ينزل بالقرآن من الملائكة إلا جبريل.
هذا المعروف.
وفي الخبر: إن رضوان لما نزل سلم على النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: يا محمد! رب العزة يقرئك السلام وهذا سفط، فإذا سفط من نور يتلألأ يقول لك ربك: هذه مفاتيح خزائن الدنيا مع أنه لا ينقص مالك في الآخرة مثل جناح بعوضة فنظر النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى جبريل كالمستشير له، فضرب جبريل بيده الأرض يشير أن تواضع، فقال:((يا رضوان لا حاجة لي فيها الفقر أحب إلي، وأن أكون عبدا صابراً شكوراً)) فقال رضوان: أصبت! الله لك .. وذكر الحديث.