وأما بالنسبة لمن جمع ما لا يأكل، جمع الأموال الطائلة على وجهٍ من وجوهها الشرعية، وأنفق منها ما يجب عليه، وادخر الباقي لا يلام إذا لم يحبس ما أوجب الله عليه، لكن هذا من باب الكمال لأولئك الأقوام الذين لا توجد عندهم منكرات، وقد يقال: إن هذا من باب حسنات الأبرار سيئات المقربين، فهؤلاء عندهم سيئات لكن لو كانت عند غيرهم صارت حسنات بالنسبة لهم؛ لأنهم يزاولون منكرات صريحة حرمت بالنصوص كما هو واقع كثير من المسلمين اليوم، والله المستعان.
وفي خبر آخر: فأصبحت منازلهم بوراً: أي خاليةً لا شيء فيها، وقال الحسن {بُورًا} لا خير فيهم، مأخوذ من بوار الأرض وهو تعطيلها من الزرع فلا يكون فيها خير، وقال شهر بن حوشب: البوار الفساد والكساد، مأخوذ من قولهم: بارت السلعة إذا كسدت كساد الفاسد، ومنه الحديث:((نعوذ بالله من بوار الأيم)).
إيش قال في الحديث؟
طالب: قال: لا أصل له في المرفوع وإنما هو من كلام. . . . . . . . .
وهو اسم مصدر كالزور يستوي فيه الواحد والاثنان والجمع والمذكر والمؤنث، قال ابن الزبعرى:
يا رسول المليك إن لساني ... راتق ما فتقت إذا أنا بورُ
إذا أباري الشيطان في سنن الغي ... ومن مال ميله مثبورُ
وقال بعضهم: الواحد: بائر والجمع: بور، كما يقال: عائذ وعوذ، وهائد وهود، وقيل:{بُورًا} عمياً عن الحق، قوله تعالى:{فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ} [(١٩) سورة الفرقان] أي قول الله تعالى عند تبرئ المعبودين.
{فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ} أي في قولكم إنهم آلهة، {فَمَا تَسْتَطِيعُونَ} يعني الآلهة صرف العذاب عنكم ولا نصركم، وقيل: فما يستطيع هؤلاء الكفار لما كذبهم المعبودون {صَرْفًا} للعذاب {وَلَا نَصْرًا} من الله ..