ولا يستطيعون أيضاً تكذيب الآلهة الذين عبدوهم من دون الله، لا يستطيعون تكذيبهم؛ لأنهم هم المعبودون ويدعى فيهم أنهم آلهة فقالوا: لسنا بآلهة، هل يستطيع أحد أن يقول: أنك كذا وأنت تقول: لا، أنا لست بكذا؟ اللهم إلا إذا كان نفي الشيء على سبيل التواضع وهضم النفس، يعني لو قيل: أنت شيخ أو أنت عالم مثلاً، وقال: لا، أنا لست بعالم، يعني إذا كان من هذا الباب يمكن أن يقال: بلى، أما إذا قيل: قالوا هم آلهة، وقول الناس: لسنا بآلهة، هذا لا يمكن نفيه.
وقال ابن زيد: المعنى فقد كذبهم أيها المؤمنون هؤلاء الكفار بما جاء به محمد، وعلى هذا فمعنى {بِمَا تَقُولُونَ} [(١٩) سورة الفرقان] بما تقولون من الحق، وقال أبو عبيد: المعني فيما تقولون فما يستطيعون لكم صرفاً عن الحق ..
طالب: الآن يا شيخ قراءة تستطيعون؟
قراءة المؤلف غير القراءة التي نعتمدها، الذين أدخلوا القرآن في التفسير أدخلوا القراءة التي تختلف عن قراءة المؤلف، معروف أن القرآن المطبوع مع التفسير هو مصحف فاروق –على ما يقولون- هذا مصحف فاروق وعلى رواية عاصم، والمفسر ماشي على قراءة قالون، فتختلف، ولذلك الذي يطبع الكتب يلزمه أن يتركها على وضعها، ما يدخل فيها شيء لم يدخله المؤلف؛ لأن المؤلف قصداً حَذَفَ، ولذلكم المجلد الأول والثاني من الطبعة الأولى ما فيها آيات، ماشي على وضع المؤلف، ثم بعد ذلك الطبعة الثانية رأوا إدخال الآيات، أدخلوا الآيات من باب التيسير على القارئ، لكن مع ذلك إذا تصرف إنسان في كتاب عليه أن ينظر إلى ما يوافق الكتاب.
يعني لما طبع فتح الباري والأصل أن فتح الباري مجرد عن الأحاديث، طبع معه البخاري، وليتهم إذ تصرفوا وأدخلوا الكتاب وابن حجر قاصد حذف الأحاديث، جاؤوا بالرواية التي توافق ما شرحه الحافظ، ومثل هذا في سبل السلام وغيره من الكتب التي ليس فيها المتن، وأولى من عملهم هذا في الإدخال أن يوضع فوق مثلاً في القرآن فوق يوضع ويوضع خط تحته ثم يذكر التفسير، بمعنى أنه لا يمزج بالتفسير لئلا يوجد اضطراب.