للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذا قول جميع النحويين، قال النحاس: إلا أن علي بن سليمان حكى لنا عن محمد بن زيد قال: يجوز في (إنّ) هذه الفتح وإن كان بعدها اللام وأحسبه وهماً منه، قال أبو إسحاق الزجاج: وفي الكلام حذف والمعنى (وما أرسلنا قبلك رسلاً إلا إنهم ليأكلون الطعام) ثم حذف رسلاً؛ لأن في قوله: {مِنَ الْمُرْسَلِينَ} [(٢٠) سورة الفرقان] ما يدل عليه، فالموصوف محذوف عند الزجاج، ولا يجوز عنده حذف الموصول وتبقية الصلة كما قال الفراء، قال الفراء: والمحذوف (من) والمعنى: (إلا من إنهم ليأكلون الطعام) وشبهه بقوله: {وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَّعْلُومٌ} [(١٦٤) سورة الصافات]، وقوله: {وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا} [(٧١) سورة مريم] أي: ما منكم إلا من هو واردها، وهذا قول الكسائي أيضاً، وتقول العرب: ما بعثت إليك من الناس إلا من إنه ليطيعك، فقولك: إنه ليطيعك صلة (مِن) ..

صلة (مَن) التي هي الموصول.

صلة (مَن)، قال الزجاج: هذا خطأ لأن (مَن) موصلة فلا يجوز حذفها، وقال أهل المعاني: المعنى: (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا قيل إنهم ليأكلون) دليله قوله تعالى: {مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِن قَبْلِكَ} [(٤٣) سورة فصلت].

أما قوله: لا يجوز حذف الموصول فقد جاء ما يدل على حذفه، كما في قول الشاعر:

أمنتِ وهذا تحملين طليق.

يعني وهذا الذي تحملينه طليقُ، حذف الموصول هنا لدلالة السياق عليه.

وقال ابن الأنباري كسرت {إِنَّهُمْ} بعد (إلا) للاستئناف بإضمار واو: أي إلا وإنهم، وذهبت فرقة إلى أن قوله: {لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ} [(٢٠) سورة الفرقان] كناية عن الحدث.

<<  <  ج: ص:  >  >>