للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والمصاحف على الجهة الثانية؟ يعني الذي على ظهر المصلي تكأة مثل هذه، والمصاحف في ظهرها –من خلفها-؟ والله لا ينبغي هذا، لا ينبغي؛ لأنها بالفعل مولاة، مولاة الظهر، لكن إذا كبر الحاجز وصار واسع يخف الأمر، إن كان الحاجز بينهما واسع، لكن إذا كان مجرد طبقة رقيقة فالأولى تركها، مو الآن يحطون الكراسي التي يستندون عليها هذه، الجدار الذي يستندون عليه، يحطون في خلفه مصاحف من أجل الذي في الصف الثاني، مو هذا المقصود؟ فإن كان الحاجز كبير يخف الأمر، وإلا فالمنع متجه.

قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} [(٥٦) سورة الفرقان] يريد بالجنة مبشراً ونذيراً من النار، وما أرسلناك وكيلاً ولا مسيطراً، {قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْر} يريد على ما جئتكم به من القرآن والوحي

و {من} للتأكيد، {إِلَّا مَن شَاء} لكن من شاء، فهو استثناء منقطع، والمعنى: لكن من شاء {أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} بإنفاقه من ماله في سبيل الله فلينفق، ويجوز أن يكون متصلاً ويقدر حذف المضاف، التقدير: إلا أجر من شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً، بإتباع ديني حتى ينال كرامة الدنيا والآخرة.

قوله تعالى: {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ} [(٥٨) سورة الفرقان] تقدم معنى التوكل في آل عمران، وهذه السورة، وأنه اعتماد القلب على الله تعالى في كل الأمور، وأن الأسباب وسائط أمر بها من غير اعتماد عليها.

مثل التوكيل، كون الإنسان يوكل أحد أن ينوب عنه لكنه لا يعني أنه يتوكل عليه، يجعله سبب في تحقيق مراده والتوكل على الله -جل وعلا- هو الذي يحقق المطلوب، وأما الوكيل فهو مجرد سبب، وسيلة وواسطة بين موكله وبين غيره؛ لتحقيق المطلوب، كثير من الناس يقول -جاء مناسبة لهذه الكلمة- يقول: وكّل الله، المفروض أنه يقول: توكّل على الله، وأما التوكيل فهو للواسطة، السبب الذي يتحقق على يديه الأمر -إن شاء الله- يعني إذا أراد الله ذلك.

طالب: يُنهى عن هذه اللفظة؟

<<  <  ج: ص:  >  >>