ونحوه حكى الهروي قال: هو المنضم في وعائه قبل أن يظهر، ومنه رجل هضيم الجنبين أي: منضمهما هذا قول أهل اللغة، وحكى الماوردي وغيره في ذلك اثني عشر قولاً: أحدهما: أنه الرطب اللين قاله عكرمة.
يعني سهل الهضم، فعيل: هضيم، بمعنى مهضوم، أي سهل الهضم.
الثاني: هو المذهب من الرطب.
وهو الذي بدأ صلاحه في أسفله.
قاله سعيد بن جبير، قال النحاس: وروى أبو إسحاق عن يزيد -هو أبي زياد كوفي ويزيد بن أبي مريم شامي- {وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ} [(١٤٨) سورة الشعراء] قال: منه ما قد أرطب ومنه مذنب، الثالث: أنه الذي ليس فيه نوى قاله الحسن، الرابع: أنه المتهشم المتفتت إذا مُس تفتت قاله مجاهد، وقال أبو العالية: يتهشم في الفم، الخامس: هو الذي قد ضمر بركوب بعضه بعضاً قاله الضحاك ومقاتل، السادس: أنه المتلاصق بعضه ببعض قاله أبو صخر، السابع: أنه الطلع حين يتفرق ويخضر قاله الضحاك أيضاً، الثامن: أنه اليانع النضيج قاله ابن عباس، التاسع: أنه المكتنز قبل أن ينشق عنه القشر حكاه ابن شجرة، قال:
كأن حمولة تجلى عليه ... هضيم ما يحس له شقوقُ
العاشر: أنه الرَّخو، قاله الحسن.
الرِّخو مثلث الراء، لكن الأشهر الكسر.
الحادي عشر: أنه الرَّخِص اللطيف أول ما يخرج، وهو الطلع النضيد قاله الهروي، الثاني عشر: أنه البرني قاله ابن الأعرابي، فعيل بمعنى فاعل: أي هنيء مريء من انهضام الطعام، والطلع: اسم مشتق من الطلوع وهو الظهور، ومنه طلوع الشمس والقمر والنبات.
إذا كان المراد بالطلع هو أوله في كافرّاء –على ما قالوا- كفرّاه أو كافوره فلا شك أن الصيغة صيغة مدح، والسياق سياق مدح، والذي يظهر أنه بعد أن ينضج، والهضيم مثلما ذكرنا أنه اسم مفعول يعني مهضوم سهل الهضم، نافع للبدن، من غير تعبٍ ولا عناء، لا يحتاج إلى لوك، ولا يحتاج إلى إساغة بماء ونحوه، والمقصود أنها صفة مدح لهذا التمر؛ لأن الله -جل وعلا- يمتنّ على عباده بالأفضل، فلا شك أن الأقوال المذكورة لها حظ من النظر، لكن أولاها وأقواها أنه مدح للتمر نفسه بعد أن يتم نضجه ويكون هضيماً بمعنى مهضوماً سهل الهضم والتمر من أسهل الأطعمة هضماً.