إذا وجد من يخالف ينوّه بهذا، إذا وجد من يخالف أو ينازع أو يشكك ينوّه بهذا؛ لأن الخطبة إنما هي لبيان ما يحتاجه المسلمون، فإذا وجد أمر يحتاج إلى تنبيه ينبّه عليه.
قال ابن العربي: أما الاستعارات في التشبيهات فمأذون فيها وإن استغرقت الحد وتجاوزت المعتاد، فبذلك يضرب الملك الموكل بالرؤيا المثل، وقد أنشد كعب بن زهير النبي -صلى الله عليه وسلم-:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ ... متيم إثرها لم يفد مكبولُ
وما سعاد غداة البين إذ رحلوا ... إلا أغن غضيض الطرف مكحولُ
تجلو عوارض ذي ظلم إذا ابتسمت ... كأنه منهل بالراح معلولُ
فجاء في هذه القصيدة من الاستعارات والتشبيهات بكل بديع، والنبي -صلى الله عليه وسلم- يسمع ولا ينكر في تشبيه ريقها بالراح، وأنشد أبو بكر -رضي الله عنه-:
فقدنا الوحي إذ ولَّيت عنا ... وودَّعَنا من الله الكلامُ
سوى ما قد تركت لنا رهيناً ... توارثه القراطيس الكرامُ
فقد أورثتنا ميراث صدق ... عليك به التحية والسلامُ
فإذا كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يسمعه وأبو بكر ينشده فهل للتقليد والاقتداء موضع أرفع من هذا؟
قال أبو عمر: ولا ينكر الحسن من الشعر أحد من أهل العلم ولا من أولي النهى، وليس أحد من كبار الصحابة وأهل العلم وموضع القدوة إلا وقد قال الشعر أو تمثل به أو سمعه فرضيه ما كان حكمةً أو مباحاً، ولم يكن فيه فحش ولا خنا ولا لمسلم أذى، فإذا كان كذلك فهو والمنثور من القول سواء، لا يحل سماعه ولا قوله.
يذكر عن الشعبي أنه كره الشعر كراهيةً شديدة، وقال: لا تكتب عليه البسملة، لكن عامة أهل العلم على أنه كلام، مباحه مباح، ومحظوره ممنوع ومحرم، وإذا كان لفظه مباح ولم تصحبه آلة وأدي بلحون العرب، فقد أنشد بين يدي النبي -عليه الصلاة والسلام- وهو جائز بلا إشكال، أما إذا كان لفظه غير مباح منع من أجل هذا، وإذا صحبته الآلة حرم من أجلها، وإذا أدي بلحون الأعاجم وأهل الفسق منع من أجل ذلك وإلا فالأصل الإباحة.
طالب: قصيدة كعب بن زهير، مطلعها فيه غزل؟
عادة العرب جرى على هذا.
طالب:. . . . . . . . .
إذا طلعت شمس النهار فسلموا ... فإنها أمارة تسليمي عليكم فسلموا