أيضاً النونية مطلعها غزل، كل العلماء جروا على هذا.
طالب: طيب والقائمين على الإعلام الإسلامي، كون الشعر في ذاك الوقت كان هو الإعلام، وهنا ينشد الشعر وفيه غزل ومع ذلك يسمعه النبي -عليه الصلاة والسلام- ولم يمنعه، يقولون لا بد من التنازل خلال الإعلام؟
التنازل ببيت أو بيتين أو ما أشبه ذلك، مطلع للقصيدة لا بأس، لكن يكون هو الصبغة الغالبة.
طالب: يعني يجرون ذلك. . . . . . . . . مثلاً إلى الكذب في بعض الأشياء. . . . . . . . .
لا، لا الكذب ما يجوز، أهل العلم استثنوا مسائل على خلافٍ فيها، منهم من يدخل المبالغة في الكذب، والمبالغة جاءت في الحديث: ((كان لا يضع العصا عن عاتقه)) ومنهم من يدخل المناظرة في الكذب، ويدخل أيضاً المقامات في الكذب، ومن أهل العلم من يجيز ذلك؛ لأن المصلحة راجحة، والمسألة معروفة بحكمها.
طالب: هلا مستمسك بهذا الجانب من التنازلات. . . . . . . . .
على كل حال، بحث هذه المسألة له وقته -إن شاء الله تعالى-.
وروى أبو هريرة قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على المنبر يقول: ((أصدق كلمة -أو أشعر كلمة- قالتها العرب قول لبيد: ألا كل شيء ما خلا الله باطل)) أخرجه مسلم وزاد: ((وكاد أمية بن أبي الصلت أن يسلم))، وروي عن ابن سيرين أنه أنشد شعراً فقال له بعض جلسائه: مثلك ينشد الشعر يا أبا بكر؟ فقال: ويلك يا لكع، وهل الشعر إلا كلام لا يخالف سائر الكلام إلا في القوافي، فحسنه حسن، وقبيحه قبيح، قال: وقد كانوا يتذاكرون الشعر، قال: وسمعت ابن عمر ينشد:
يحب الخمر من مال الندامى ... ويكره أن يفارقه الغلوسُ
وكان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد فقهاء المدينة العشرة ثم المشيخة السبعة شاعراً مجيداً مقدماً فيه.
معروف أن الفقهاء سبعة –فقهاء المدينة- سبعة.
وللزبير بن بكار القاضي في أشعاره كتاب، وكانت له زوجةً حسنة تسمى: عثمة، فعتب عليها في بعض الأمر فطلقها، وله فيها أشعار كثيرة منها قوله:
تغلغل حب عثمة في فؤادي ... فباديه مع الخافي يسيرُ
تغلغل حيث لم يبلغ شراب ... ولا حزن ولم يبلغ سرورُ
أكاد إذا ذكرت العهد منها ... أطير لو أن إنسانا يطيرُ