فعلى الإنسان أن يحتاط لدينه، وأن ينتبه لهذا الأمر؛ لأن الذي يزعم أنه يعلم ما في الغيب هذا كافر نسأل الله العافية، مخالف للنصوص القطعية، مصادم للنصوص القطعية، النبي عليه الصلاة والسلام لا يعلم من الغيب إلا ما أطلعه الله عليه، وهؤلاء يذكرون ما في الغد، بل ما في بعد أسبوع أو بعد أشهر، ويحلفون على ذلك، ويؤكدون، ثم بعد ذلك تظهر النتائج عكسية.
وقد يستدرج الإنسان، يقع ما توقعه، ثم يستبصر في ذلك، ولا يشعر ولا يدري أنه منكرٌ به، ويستدرج، نسأل الله السلامة والعافية.
وقيل: نزلت في المشركين حين سألوا النبي -صلى الله عليه وسلم- حين سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن قيام الساعة، و "من" في موضع رفع.
يوم القيامة لا يعلم متى تقوم إلا الله -جل وعلا-، ولا تأتي إلا بغتة، وهذا أمرٌ مجمعٌ عليه، وجاء في حديث جبريل عليه السلام حينما سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الساعة، قال:((ما المسئول عنها بأعلم من السائل)) فهما مستويان في الجهل بها؛ لأنه لا يعلمها إلا الله -جل وعلا-، ومع الأسف أن من من بحث في أشراط الساعة زعم أن الساعة تقوم سنة ١٤٠٧هـ، وهذا الكلام قيل: قبل أربعمائة سنة، يقول تقوم الساعة سنة ١٤٠٧هـ بناءً على حساب الجُمَل؛ لأن بغتة حسبت بحساب الجمل فيظهر الناتج ١٤٠٧هـ، مع أن النصوص القطعية من الكتاب والسنة تدل على أنه لا يعلمها أحد إلا الله -جل وعلا-.
وأما قول الله -جل وعلا-: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} [(١٥) سورة طه]، يعني على ضوء قواعد العربية: كاد إذا كانت مثبتة تختلف عما إذا كانت منفية، فمفهوم قوله:{أَكَادُ أُخْفِيهَا} أنه أظهرها، لكن على إظهار قريب من الخفاء، وليس هذا المراد قطعاً؛ لأن مثل هذا النص يرد إلى النصوص المفسرة.
فقال من قال من المفسرين -ولو وجه ظاهر-: {أَكَادُ أُخْفِيهَا} حتى عن نفسي، هذا مبالغة في إخفائها، فالنصوص القطعية تدل على أنه لا يعلمها أحد كائناً من كان.