وش هي قبل خمس سنوات لما صدع حصل بالمسعى اشتهر بين الناس وشاع ومشى على كثيرٍ من الناس وصاروا يتحدثون به، والإشاعات لا شك أن القلوب تشرئب إليها، والمجالس تُعمر بها، ومع ذلك هذا أمر محسوس ويمشي على كثيرٍ من الناس ما يدل على أن الإشاعة تؤثر في الناس، وكما قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: الإشاعات وإن كثر ناقلوها فإنها لا تحيط العلم ما لم تستمد إلى الحس، فهؤلاء أشاعوا أن هناك صدع في المسعى، وأنه تخرج منه الدابة، وقَبِلَه الناس وتداولوه وبعضهم تحرك قلبه، وبعضهم أزمع على التوبة، ثم لما كذبت هذه الإشاعة وما صار شيء رجعوا وكأن شيئاً لم يكن، والله المستعان.
وروي عن قتادة أنها تخرج في تهامة، وروي أنها تخرج من مسجد الكوفة، من حيث فارق النور نوحٍ عليه السلام، وقيل: من أرض الطائف، قال أبو قبيل: ضرب عبد الله بن عمرو أرض الطائف برجله، وقال: من هنا تخرج الدابة التي تكلم الناس، وقيل: من بعض أودية تهامة، قاله ابن عباس، وقيل: من صخرةٍ من شعب أجياد قاله عبد الله بن عمرو، وقيل: من بحر سدوم قاله وهب بن منبه، ذكر هذه الأقوال الثلاثة الأخيرة الماوردي في كتابه.
وكل هذه الأقوال لا تستند إلى دليل ولا حاجة إلى المسلم بها.