وذكر البغوي -أبو القاسم- عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز قال: حدثنا علي بن الجعد، عن فضيل بن مرزوق الرقاشي الأغر، وسئل عنه يحيى بن معينٍ فقال: ثقة، عن عطية العوفي عن ابن عمر قال: تخرج الدابة من صدعٍ في الكعبة كجري الفرس ثلاثة أيام لا يخرج ثلثها، قلت: فهذه أقوال الصحابة والتابعين في خروج الدابة وصفتها، وهي ترد قول من قال من المفسرين: إن الدابة إنما هي إنسان متكلم يناظر أهل البدع والكفر، وقد روى أبو أمامة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:((تخرج الدابة فتسم الناس على خراطيمهم)) ذكره الماوردي، تكلمهم بضم التاء وشد اللام المكسورة، من الكلام قراءة العامة يدل عليه قراءة أُبي: تنبئهم، وقال السدي: تكلمهم ببطلان الأديان سوى دين الإسلام، وقيل: تكلمهم بما يسوؤهم، وقيل: تكلمهم بلسانٍ ذلق، فتقول: بصوت يسمعه من قرب وبعد: {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} أي بخروجي؛ لأني خروجها من الآيات، وتقول:{أَلاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ} [(١٨) سورة هود]، وقرأ أبو زرعة وابن عباسٍ والحسن وأبو رجاء: تَكلمهم، بفتح التاء من الكْلم، وهو الجرح، قال عكرمة: أي تسمهم وقال أبو جوزاء: سألت ابن عباسٍ عن هذه الآية: تكلمهم أو تكْلمهم؟ فقال: هي والله تكلمهم وتكْلمهم، تكلم المؤمن وتكْلم الكافر والفاجر أي تجرحه.
يعني كأنها تكتب على جبينه بشيء محدد بإبرةٍ ونحوها، فينجرح جلده، فيكون من الكْلم وهو الجرح، لكن الظاهر أنه من الكلام، بدليل: تكلمهم أن الناس، هذا هو كلامه.
وقال أبو حاتم: تكلمهم كما تقول: تجرحهم، يذهب إلى أنه تكثير من تكلمهم، {أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} وقرأ الكوفيون وابن أبي اسحاق ويحيى (أن) بالفتح، وقرأ أهل الحرمين وأهل الشام وأهل البصرة (إن) بكسر الهمزة، قال النحاس: في المفتوحة قولان: وكذا المكسورة، قال الأخفش: المعنى بأنَّ وكذا قرأ ابن مسعود (بأنَّ) ... تعليل ... وقال أبو عبيدة: موضعها.