للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفخات الثلاث كلها مذكورة في القرآن، لكن الخلاف بين أهل العلم في عدد النفخات هل هي ثلاث، أو اثنتان؟ معروف بين أهل العلم فيجعلون نفخة الفزع مقدمة، يعني نفخة الصعق يفزعون أولاً ثم يصعقون، فتكون واحدة، ومن أثبت الثالثة قال: ينفخ فيه ثم يفزعون، ثم ينفخ ثانية فيصعقون، ثم ينفخ ثالثة فيبعثون.

الحديث من خرجه؟ تخريج الحديث.

أيش يقول؟

طالب:. . . . . . . . . ويشكل عليه ما أخرجه البخاري ومسلم عن أبي هريرة مرفوعاً. . . . . . . . .

حديث البخاري يدل على أنهما نفختان فقط، لكن ما يمنع أن يكون بين النفختين الأولى والثانية أربعون عاماً، وبين الثانية والثالثة أربعون عاماً. في ما يمنع؟! يعني بين كل نفختين يمكن نوجه هذا، لا سيما وأن الثلاث جاءت بألفاظها من القرآن، وأما من يقول أنهما اثنتان فيجعل الفزع مقدمة للصعق، في عندك تخريج ثاني؟؟

ذكره علي بن معبد والطبري والثعلبي وغيرهم، وصححه ابن العربي، وقد ذكرته في كتاب التذكرة، وتكلمنا عليه هنالك، وأن الصحيح في النفخ في الصور أنهما نفختان لا ثلاث، وأن نفخة الفزع إنما تكون راجعةً إلى نفخة الصعق؛ لأن الأمرين لازمان لهما، أي فزعوا فزعاً ماتوا منه، أو إلى نفخة البعث وهو اختيار القشيري وغيره، فإنه قال في كلامه على هذه الآية والمراد النفخة الثانية: أي يحيون فزعين يقولون: من بعثنا من مرقدنا. ويعاينون من الأمر ما يهولهم ويفزعهم، وهذا النفخ كصوت البوق، لتجتمع الخلق في أرض الجزاء، قاله قتادة، وقال الماوردي: ويوم ينفخ في الصور هو يوم النشور من القبور، قال وفي هذا الفزع قولان: أحدهما: أنه الإسراع والإجابة إلى النداء، من قولهم: فزعت عليك في كذا، إذا أسرعتُ إلى ندائك في معونتك.

والقول الثاني: إن الفزع هنا هو الفزع المعهود من الخوف والحزن؛ لأنهم أزعجوا من قبورهم، ففزعوا وخافوا وهذا أشبه القولين.

قلتُ: والسنة الثابتة من حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمر ويدل على

قارئ المتن: عمرو ولا عمر؟

الشيخ: عمر. الواو استئنافية.

من حديث أبي هريرة وحديث عبد الله بن عمر ويدل على أنهما نفختان لا ثلاث.

<<  <  ج: ص:  >  >>