إذا قال فزعِ يومِئذ: يعني من جميعه، من جميع أنواع الفزع، وإذا قال من فزعٍ يومئذ، صار من فزعٍ واحد دون ما سواه.
قال القشيري: وقرئ: {من فزعٍ} بالتنوين، ثم قيل: يعني به فزعاً واحدا، كما قال:{لا يحزنهم الفزع الأكبر}، وقيل عن الكثرة؛ لأنه مصدر والمصدر صالح للكثرة، قلتُ: فعلى هذا تكون القراءتان بمعنى.
قال المهدوي: ومن قرأ {من فزعٍ يومَئذ}، بالتنوين انتصب يومئذٍ بالمصدر الذي هو فَزع، ويجوز أن يكون صفةً لفزَع ويكون متعلقاً بمحذوف؛ لأن المصادر يخبر عنها بأسماء الزمان وتوصف بها ويجوز أن يتعلق.
ولا يخبر بأسماء الزمان عن الأسماء، أسماء الأعلام، لا يخبر بأسماء الزمان على الأعلام، أبداً، ولا يكون اسم الزمان خبراً.
طالب:. . . . . . . . .
جواب، عن جثةٍ، يقول ابن مالك: وإن يفد فأخبر، لكن الأصل أنه لا يكون.
ويجوز أن يتعلق باسم الفاعل الذي هو آمنون، والإضافة على الاتساع في الظروف، ومن حذف التنوين وفتح الميم بناه؛ لأنه ظرف زمان، وليس الإعراب في ظرف الزمان متمكنا، فلما أضيفت إلى غير متمكنٍ ولا معربٍ بُني، وأنشد سيبويه:
المتمكن، ينقسم إلى قسمين: إلى متمكّن أمكن، ومتمكن غير أمكن، المتمكن الأمكن: هذا المعرب المصروف، والمتمكن غير الأمكن: المعرب غير المصروف، والغير متمكن هو المبني.
وأنشد سيبويه:
على حين أنهى الناس جل أمورهم ... فندلا زريق المال ندل الثعالب
قوله تعالى:{وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ} [(٩٠) سورة النمل]. أي بالشرك، قال ابن عباس والنخعي وأبو هريرة ومجاهد، وقيس بن سعدٍ والحسن وهو إجماع من أهل التأويل في أن الحسنة: لا إله إلا الله، وأن السيئة الشرك في هذه الآية، {فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ} [(٩٠) سورة النمل]، قال ابن عباس: ألقيت، وقال الضحاك: طرحت، يقال: كببت الإناء أي قلبته على وجهه، واللازم من منه، وقلما يأتي هذا في كلام العرب.
كلام العرب العكس، كلام العرب العكس، اللازم الثلاثي يعدى بالهمزة، وهنا لزم بالهمزة.
هل تجزون: أي يقال لهم هل تجزون، ثم يجوز أن يكون من قول الله: ويجوز أن يكون من قول الملائكة، {إِلَّا مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [(٩٠) سورة النمل]: إلا جزاء أعمالكم.