للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-في أرض الشام- رفع صوته فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، فخرج عليه رجل على فرسٍ عليه ثيابٍ بيض، فقال: والذي نفسي بيده إنها الكلمة التي قال الله تعالى: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا} وروى أبو ذرٍ قال: قلت يا رسول الله أوصني؟ قال: ((اتق الله، وإذا عملت سيئةً فأتبعها حسنةً تمحها)) قال: قلت: يا رسول الله أمن الحسنات لا إله إلا الله؟ قال: ((من أفضل الحسنات)) وفي رواية قال: نعم هي أحسن الحسنات. ذكره البيهقي.

وقال قتادة: من جاء بالحسنة، بالإخلاص والتوحيد، وقيل: أداء الفرائض كلها.

حديث أبي ذر من خرجه؟!

طالب:. . . . . . . . .

ما يلزم أن يكون معنى الآية، لكن ذكر الآية مع بيان كون لا إله إلا الله، هو من أحسن من الحسنات مناسب جداً، من جاء بالحسنة من أعظمها: لا إله إلا الله، تصلح أن تكون فرداً من أفراد الحسنات.

قلتُ: إذا أتى بلا إله إلا الله على حقيقتها، وما يجب لها على ما تقدم بيانه في سورة إبراهيم، فقد أتى بالتوحيد والإخلاص والفرائض فله خير منها، قال ابن عباس: أي وصل إليه الخير منها وقال:

ليس معناه له أفضل منها، إذ لا أفضل منها، لكن معناه أنه وصل إليه الخير بسببها، منها، من هذا الصفة.

وقاله مجاهد، وقيل: فله جزاء الجميل وهو الجنة، وليس خير للتفضيل، قال عكرمة وابن جريج: أما أن يكون له خير منها يعني: من الإيمان فلا، فإنه ليس شيء خيراً ممن قال: لا إله إلا الله، ولكن لو منها خير وقيل: فله خير منها، للتفضيل، أي ثواب الله خير من عمل العبد وقوله وذكره، وكذلك رضوان الله خير للعبد من فعل العبد، قاله ابن عباس.

وقيل: يرجع هذا إلى الإضعاف، فإن الله تعالى يعطيه بالواحدة عشراً، وبالإيمان في مدةٍ يسيرة الثواب الأبدي، قاله محمد بن كعب، وعبد الرحمن بن زيد.

{وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ} [(٨٩) سورة النمل]، قرأ عاصم وحمزة والكسائي: {فزعٍ يومِئذ} بالإضافة، قال أبو عبيد: وهذا أعجب إليّ؛ لأنه أعم التأويلين أن يكون الأمن من جميع فزع ذلك اليوم، وإذا قال: {من فزعٍ يومئذٍ} فارق أنه فزع دون فزع ..

<<  <  ج: ص:  >  >>