وقد قيل: إنه لما تنافى ذلك أثبت اللام قبل النون ثم أدغم الأول في الثاني على أصول الإدغام فصار نوناً مشددة، وقيل: شُددت فرقاً بينها وبين الظاهر التي تسقط الإضافة نونه؛ لأن ذان لا يضاف، وقيل: للفرق بين الاسم المتمكن وبينها، وكذلك العلة في تشديد النون ...
المتمكن المعرب، وغير المتمكن المبني. والمتمكن الأمكن كما يقولون المصروف، والمتمكن غير الأمكن هو الممنوع من الصرف.
وكذلك العلة في تشديد النون في اللذان وهذان.
قال أبو عمرو: إنما اختص أبو عمرو هذا الحرف بالتشديد دون كل تثنية من جنسه؛ لقلة حروفه فقرأه بالتثقيل، ومن قرأ.
أبو عمرو القائل، هو أبو عمرو المختص، أبو عمرو القائل، هو أبو عمرو المختص، أو غيره، من الأول ومن الثاني، ولا يمكن أن يكون الأول هو الثاني؟ على سبيل التجريد، الأصل أنه غير لكن إذا لم نجد قائل غير أبي عمرو المختص فيجوز، على سبيل التجريد، بأن يجرد المتكلم من نفسه شخصاً يتحدث عنه.
في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص أن النبي عليه الصلاة والسلام أعطى رهطاً وسعد جالس" سعد هو الأول؟ هو الأول، لكن هذا تجريد يجرد من نفسه شخصاً يتحدث عنه، ولا مانع من أن يكون أبو عمرو هو الثاني، لكن إن وقفنا على غيره فهو الثاني.
طالب: ما يكون أبو عمرو بن العلاء؟
هو القارئ الثاني بلا شك هو المختص، هو المختص لكن القائل.
طالب: الأول القارئ،؟
أبو عمرو القارئ، نعم، ومرت قراءته، كما قرأ أبو عمرو وابن كثير، لكن من أبو عمرو القائل؟
ومن قرأ (فذانيك) بياء مع تخفيف النون فالأصل عنده (فذانيك) بالتشديد فأبدل من النون الثانية ياء كراهية التضعيف، كما قالوا: لا أملاه: في لا أمله، فأبدلوا اللام الثانية ألفاً، ومن قرأ بياء بعد النون الشديدة فوجهه أنه أشبع كسرة النون فتولدت عنها الياء.
قوله تعالى: {فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا} [(٣٤) سورة القصص]، يعني: معيناً، مشتقاً من أردأته، أي أعنته، والردء: العون، قال الشاعر:
ألم تر أن أصرم كان رديء ... وخير الناس في قل ومال
قال النحاس: وقد أردأه ورداه، أي أعانه وترك همزه تخفيفاً وبه قرأ نافع.
أردأه ورداه، غير أرداه، يعني يختلف المعنى إذا كان أرداه، أرداه صريعاً قتيلاً.