للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروي عن يحيى بن معين أنه قال: "مرسل الزهري ليس بشيء"١.

لكن قيل لأحمد بن صالح المصري: "قال يحيى بن سعيد: مرسل الزهري شبه لا شيء، فغضب وقال: ما ليحيى ومعرفة علم الزهري ليس كما قال يحيى"٢.

فلعل الزهري - والله أعلم - كان يحذف بعض الرواة اختصاراً، ولذلك يسميهم عندما يسأل عنهم، فقد روي عن مالك بن أنس أنه قال: كنا نجلس إلى الزهري وإلى محمد بن المُنْكَدِر، فيقول الزهري: قال ابن عمر كذا وكذا، فإذا كان بعد ذلك جلسنا إليه فقلت: الذي ذكرت عن ابن عمر من أخبرك به؟ قال: ابنه سالم٣.

قال ابن عبد البر: "فهكذا مراسيل الثقات، إذا سئلوا أحالوا على الثقات"٤.

وهذه الرواية تدل على أن ما ذكره القطان من قوله: " ... وإنما يترك من لا يحسن أو يستحي أن يسميه"، ليس مسلم به في كل الأحوال، كما أن يحيى بن سعيد القطان من متشددي أئمة الجرح والتعديل في الحديث، وعلى كل حال فهذا حكم المحدثين في الحلال والحرام أما في


١ شرح علل الترمذي لابن رجب، ١/٥٣٥.
٢ تاريخ دمشق، ص١٦٠رقم الرواية (٢٥٩) ترجمة الزهري تحقيق: شكر الله قوجاني.
٣ الكفاية للخطيب، ٣١٨، وابن عبد البر في التمهيد، ١/٣٧.
٤ التمهيد، ١/٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>