للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المطلب الثاني: في نسبة التدليس١ إليه.

كان الزهري رحمه الله مدلساً، فقد وصفه الشافعي والدارقطني وغير واحد بذلك كما قال الحافظ٢.

ولكن تدليسه كان نادراً كما قال الذهبي٣.

وقد ذكره العلائي رحمه الله في الطبقة الثانية من طبقات المدلسين، وهم ممن احتمل الأئمة تدليسهم، قال رحمه الله: "وثانيها: من احتمل الأئمة تدليسه وخرجوا له في الصحيح، وإن لم يصرح بالسماع، وذلك لإمامته أو لقلة تدليسه في جنب ما رَوَى أو لأنه لا يدلس إلا عن ثقة، كالزهري وسليمان الأعمش، وإبراهيم النخعي"

ففي الصحيحين وغيرهما لهؤلاء الحديث الكثير مما ليس فيه التصريح بالسماع، وبعض الأئمة حمل ذلك على أن الشيخين اطلعا على سماع الواحد لذلك الحديث الذي أخرجه بلفظ (عن) ونحوها من شيخه٤.


١ التدليس هو: أن يروي الراوي عن شيخه حديثاً لم يسمعه منه بلفظ عن أو قال أو ذكر ونحو ذلك مما يوهم الاتصال ولا يصرح بحدثنا. جامع التحصيل ٩٧، وتدريب الراوي ١/٢٢٣-٢٢٤.
٢ تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس ١٠٩، وهذا بالطبع في حكم المحدثين.
٣ ميزان الاعتدال ٤/٤٠ رقم الترجمة (٨١٧١) .
٤ جامع التحصيل ١١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>