للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنها نزلت في عبد الله بن أبي بن سلول المنافق"١.

قال الحافظ ابن حجر: "وكأن بعض من لا خير فيه من الناصبة، تقرب إلى بني أمية بهذه الكذبة فحرفوا قول عائشة إلى غير وجهه لعلمهم بانحرافهم عن علي فظنوا صحتها حتى بين الزهري للوليد أن الحق خلاف ذلك، فجزاه الله تعالى خيراً"٢.

الوجه الثاني: قدح الزهري في الوليد بن يزيد، بسبب إسرافه في المعاصي.

فقد أخرج ابن سعد في الطبقات عن أبي الزناد قال: "كان الزهري يقدح أبداً عند هشام بن عبد الملك في خلع الوليد بن يزيد ويعيبه، ويذكر أموراً عظيمة لا ينطق بها، حتى يذكر الصبيان أنهم يخضبون بالحناء، ويقول هشام: لا يحل لك إلا خلعه"٣.

فيتضح مما سبق أن قولهم: إنما وقف الزهري مع بني أمية ليعينهم على المظالم على العموم لا دليل عليه، فقد دلت تلك النصوص المتقدم ذكرها على أن ابن شهاب الزهري رحمه الله كان لا يداهن في قول الحق أبداً وقد شهد له بذلك كبار أئمة الإسلام.


١ الحلية لأبي نعيم ٣/٣٦٩.
٢ فتح الباري ٧/٤٣٧.
٣ الطبقات الكبرى، القسم المتمم (١٨٣) تحقيق: زياد منصور، وفي سندها الواقدي وهو متروك، لكن تشهد لها رواية الطبري في تاريخه ٧/٢٥٣، بألفاظ متقاربة.

<<  <  ج: ص:  >  >>