للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢- أن حديث "لا تشد الرحال"١ قد رواه الزهري عن شيوخِه من أهل المدينة كسعيد بن المسيب (ت٩٤هـ) ، وعروة بن الزبير (ت٩٧ وقيل قبلها) ، فهل يعقل أن يسكت هؤلاء دون أن ينكروا على الزهري ذلك وهم الغيورون على السنة، فسكوتهم مشاركة على وضعه.

٣- لو كان الأمر كذلك لعُدَّ قادحاً في علماءِ الحديثِ حفاظِ السنةِ وناقليها، والذابين عنها، في ذلك العصر وبعده حيث لم يتنبهوا ولم ينبهوا على ذلك، فعلم أن ذلك كذبٌ لا أصل له.

٤- أن الحديث المذكور له متابعاتٌ كثيرة للزهري. وله شواهد أخرى أيضاً عن غير أبي هريرة٢.

فظهر إذاً أن دعوى الوضع باطلة.

الشبهة الثالثة: اتهامه بالنصب٣.


١ الحديث أخرجه الحميدي رقم (٩٤٣) ، وابن أبي شيبة (٤/٦٥) ، وعبد الرزاق في المصنف رقم (٩١٥٨) ، وأحمد في المسند ١٢/١٩١ رقم (٧٢٤٩) ، أرناؤوط والبخاري رقم (١١٨٩) ، ومسلم رقم (١٣٩٧) ، والترمذي (٢/١٢٤) ، وابن ماجه رقم (١/٤٥٢) كلهم عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة به.
٢ قد ورد هذا الحديث من غير طريق الزهري عن أبي هريرة، وثبت عن عدة من الصحابة، منهم: أبو بصرة الغفاري، وأبو سعيد الخدري، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عمرو، وأبو الجعد الضمري، وعلي. ولذا حكم عليه الشيخ الألباني بأنه متواتر. انظر إرواء الغليل (٣/٢٢٦) رقم (٧٧٣) .
٣ أهل النصب الذين ناصبوا علياً رضي الله عنه أي أظهروا له العداء وفسقوه، أساس البلاغة للزمخشري ٩٦٠، وفي القاموس: أهل النصب: المتدينون ببغض علي رضي الله عنه، لأنهم نصبوا له أي عادوه: نصب.

<<  <  ج: ص:  >  >>