للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلتين أو ثلاث فأقبل يصيح حتى دخل المسجد على راحلته، فصاح ثلاث صيحات ومال عليه الرجال والنساء والصبيان، وفزع له الناس أشد الفزع، قالت: ثم أراه مَثَل على ظهر الكعبة، على راحلته، فصاح ثلاث صيحات فقال: يا آل غُدر ويا آل فُجر١: أخرجوا في ليلتين أو ثلاث ثم أراه مَثَل على ظهر أبي قبيس٢ كذلك يقول يا آل غدر ويا آل فجر حتى أسمع من بين الأخشبين٣ من أهل مكة ثم عمد إلى صخرة عظيمة فنزعها من أصلها ثم أرسلها على أهل مكة فأقبلت الصخرة لها حس٤ شديد حتى إذا كانت عند أصل الجبل ارفضت٥ فلا أعلم بمكة داراً ولا بيتاً إلا قد دخلتها فلقة٦ من تلك الصخرة فقد خشيت على قومك،


١ هو معدول عن فاجر للمبالغة، ولا يستعمل إلا في النداء غالباً، النهاية ٣/٤١٤.
٢ جبل مشرف على مسجد مكة، معجم البلدان، ٤/٣٠٨، وهو الجبل الذي يشرف على الكعبة من مطلع الشمس، المعالم الأثيرة ٢٢٢.
٣ الأخشبان جبلان بمكة أحدهما عن يمين المسجد الحرام والآخر عن يساره، أحدهما قُعَيقِعان بالضم ثم الفتح، بلفظ تصغير انظر: معجم البلدان لياقوت، ٤/٣٧٩، والآخر أبو قبيس. انظر المعالم الجغرافية للبلادي، ٢٠.
٤ الحسُّ: بكسر الحاء: من أحسست بالشيء، حسّ بالشيء وحُسّ حسًّا وحسيساً، وأحس به، شعر. اللسان (حسس) .
٥ ارفضت: أي تفتَّتَتْ. شرح السيرة لأبي ذر الخشني ١٥٣.
٦ فلقة: أي الكَسْرَةُ: القاموس المحيط ص١١٨٦، مادة فلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>