للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَوْ تَوَاعَدتُّمْ لاخْتَلَفْتُمْ فِي المِيعَاد وَلكِنْ لِيَقْضِيَ اللهُ أمْراً كان مفْعُولاً} ١.

قال: فطفقوا إذا قال العبدان: هذه قريش قد جاءتكم كذبوهما وإذا قالا هذا أبو سفيان تركوهما، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنيعهم بهما سلّم من صلاته، فقال: ماذا أخبراكم؟

قالوا: أخبرانا أن قريشاً قد جاءت.

قال: فإنهما قد صدقا، والله إنكم لتضربونهما إذا صدقا وتتركونهما إذا كذبا. خرجت قريش لتحرز ركبها وخافوكم عليهم، ثم دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم العبدين فسألهما فأخبراه بقريش، وقالا: لا علم لنا بأبي سفيان، فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم "كم القوم"؟

قالا: لا ندري، والله هم كثير، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من أطعمهم أمس "؟

فسميا رجلاً من القوم، قال: "كم نحر لهم"؟

قالا: عشر جزائر، قال: "فمن أطعمهم أول أمس"؟

فسميا رجلاً آخر من القوم، فقال: "كم نحر لهم"؟

قالا تسعاً، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: القوم ما بين التسع مائة والألف، يعتبر ذلك بتسع جزائر ينحرونها يوماً وعشر ينحرونها يوماً، وزعموا أن أول من نحر لهم حين خرجوا من مكة أبو جهل بن هشام، ونحر لهم بمرّ٢ عشر جزائر، ثم نحر لهم أمية بن خلف


١ سورة الأنفال: آية (٤٢)
٢ مرّ: المراد: مرّ الظهران، وهو وادٍ فحل من أودية الحجاز يمرّ شمال مكة على (٢٢) كيلاً ويصب في البحر جنوب جدة، بقرابة عشرين كيلاً. انظر: معجم المعالم الجغرافية ٢٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>