للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُخَذِّل بين الناس، وقد تحمل بدية أخيك يزعم أنك قابلها، أفلا تستحيون من ذلك أن تقبلوا الدية؟

وقال أبو جهل لقريش: إن عتبة قد علم أنكم ظاهرون على هذا الرجل ومن معه وفيهم ابنه وبنو عمه وهو يكره صلاحكم.

وقال أبو جهل لعتبة وهو يسير فيهم ويناشدهم: انتفخ سَحَرُك، وزعموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: وهو ينظر إلى عتبة: إن يكن عند أحد من القوم خير فهو عند صاحب الجمل الأحمر، وإن يطيعوه يرشدوا١، فلما حرض أبو جهل قريشاً على القتال أمر النساء يعولن عمراً، فقمن يصحن واعمراه واعمراه، تحريضاً على القتال، وقام رجال فتكشفوا يعيرون بذلك قريشاً، فاجتمعت قريش على القتال، وقال عتبة لأبي جهل: ستعلم اليوم من انتفخ سَحَرُه، أي الأمرين أرشد٢، وأخذت قريش مصافها للقتال، وقالوا لعمير بن وهب: اركب فاحزر٣ لنا محمداً وأصحابه، فقعد عمير على فرسه فأطاف برسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ثم رجع إلى المشركين فقال: حزرتهم بثلاثمائة مقاتل زادوا شيئاً أو نقصوا شيئاً، وحزرت سبعين، ونحو


١ من قوله: "إن يكن عند أحد ... إلى هنا" أخرجه أحمد في المسند ٢/ ٢٥٩ رقم: [٩٤٨] أرناؤوط، بسند صحيح، وأخرجه ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٦٢، ٣٦٤، وأبو داود رقم (٢٦٦٥) ، والواقدي في المغازي (١/ ٥٩) ، والبزار رقم (٧١٩) ، والطبري في التاريخ ٢/ ٤٢٤، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٦٣، والسنن ٩/ ٣٣١.
٢ أخرج الواقدي في المغازي (١/ ٦٢- ٦٤) من طريق الزهري نحوه.
٣ الحزر: عَدَدُ الشيء بالحَدْس أي بالتقدير. اللسان. حزر.

<<  <  ج: ص:  >  >>