للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أول قتيل١ قتل. ثم أقبل الأسود بن عبد الأسد المخزومي يحلف بآلهته ليشرَبَنّ من الحوض الذي صنع محمد وليهدمنّه، فشدّ فلما دنا من الحوض لقيه حمزة بن عبد المطلب، فضرب رجله فقطعها، فأقبل يحبو حتى وقع في جوف الحوض فهدم منه، واتبعه حمزة حتى قتله.

فلما قُتل الأسود بن عبد الأسد نزل عتبة بن ربيعة عن جمله حميّة لِما قال له أبو جهل، ثم نادى: هل من مبارز؛ فوالله ليعلمن أبو جهل أينا أجبن وألأم، ولحق أخوه شيبة، والوليد ابنه، فناديا يسألان المبارزة فقام إليهم ثلاثة من الأنصار فاستحيى النبي صلى الله عليه وسلم من ذلك لأنه كان أول قتال التقى فيه المسلمون والمشركون، ورسول الله صلى الله عليه وسلم شاهد معهم، فأحب النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون الشوكة لبني عمه، فناداهم النبي صلى الله عليه وسلم: أن ارجعوا إلى مصافكم، وليقم إليهم بنو عمهم٢، فقام حمزة بن عبد المطلب، وعلي بن


١ ورد عند البيهقي في الدلائل ٣/١٢٧، من طريق يونس بن يزيد عن ابن شهاب عن عروة أن أول قتيل من المسلمين، هو: مهجع مولى عمر بن الخطاب، وورد أيضاً عند البيهقي ٣/١٢٣-١٢٤، من طريق عُقيل عن الزهري أن أول قتيل هو مهجع، وفي سنده أبو صالح كاتب الليث، وهو صدوق كثير الغلط، ثبت في كتابه، وكانت فيه غفلة، انظر: التقريب لابن حجر ٣٠٧ رقم (٣٣٨٨) .
ويمكن الجمع بين القولين: بأن أول من استُشهد من المهاجرين: مهجع مولى عمر، وأول من استشهد من الأنصار: عمير بن الحُمام. والله أعلم.
٢ انظر قصة المبارزة في: ابن هشام ١/ ٦٢٥، ومغازي الواقدي ١/ ٦٨، ومغازي الأموي كما عند ابن كثير في السيرة ٢/ ٤١٣، ومصنف ابن أبي شيبة ١٤/ ٣٦٤، ومسند أحمد ٢/ ٢٥٩ رقم [٩٤٨] أرناؤوط، وسنن أبي داود رقم (٢٦٦٥) ، والطبري في التاريخ ٢/ ٤٢٤، والبيهقي في الدلائل ٣/ ٦٣ و٧١، ومستدرك الحاكم ٣/ ١٩٤.
وقد ذكر البخاري قصة المبارزة ولكن باختصار، انظر أرقام الأحاديث عنده (٣٩٦٥، ٣٩٦٦، ٣٩٦٧، ٣٩٦٨، ٣٩٦٩، ٤٧٤٤) ، ومسلم بشرح النووي باختصار أيضاً ١٨/ ١٦٦- ١٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>