للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرهم إلا أبا البختري فإنه أبى أن يستأسر وذكروا له - زعموا: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمرهم أن لا يقتلوه إن استأسر فأبى، وأسر بشر كثير ممن لم يأمر النبي بإساره التماس الفداء، قال: ويزعم ناس أن أبا اليسر١ قتل أبا البختري - ويأبى عظيم الناس، إلا أن المجذّر٢ هو الذي قتله، بل قتله أبو داود٣ المازني، وسلبه سيفه وكان عند بنيه حتى باعه بعضهم من بعض بني أبي البختري وقال المجذر:

بشر بِيُتم إن لقيتَ البختري ... وبشرنْ بمثلها مني بني

أنا الذي أزعم أصلي من بلي ... أطعن بالحربة حتى تنثني

ولا ترى مجذّراً يفري فريّ

فزعموا أنه ناشده إلا استأسر وأخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتله إن استأسر فأبى أبو البختري أن يستأسر وشد عليه بالسيف فطعنه


١ اسمه: كعب بن عمرو بن عباد بن عمرو بن سواد الأنصاري السلمي، مشهور بكنيته، وهو الذي أسر العباس توفي سنة خمس وخمسين، الإصابة ٤/ ٢٢١.
٢ المجذر بن زياد بن عمرو بن أخرم بن عمرو بن عمارة البلوي، يقال اسمه: عبد الله والمجذر؛ لقب، وهو بالذال المعجمة، ومعناه الغليظ الضخم، الإصابة ٣/ ٣٦٣، وقد ذكر ابن حجر قصته مع أبي البختري يوم بدر وقوله لأبي البختري إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من لقي منكم أبا البختري فلا يقتله"، فقال أبو البختري: وزميلي؟ فقال: لا والله فإني قاتله فقتله هو وزميله"، المصدر السابق.
٣ أبو داود الأنصاري المازني قيل: اسمه عمرو، وقيل: عمير، الإصابة ٤/ ٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>