للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي قِبَل أُحد، وكان رجال من المسلمين الذين لم يشهدوا بدراً ندموا على ما فاتهم من سابقة بدر، وتمنوا لقاء العدوّ، وليبلوا ما أبلى إخوانهم يوم بدر فلما نزل أبو سفيان والمشركون بأصل أُحدٍ، فرح المسلمون الذين لم يشهدوا بدراً بقدوم العدوّ عليهم، وقالوا: قد ساق الله إلينا بأمنيتنا، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري ليلة الجمعة رؤيا فأصبح فجاءه نفر من أصحابه، فقال: " رأيت البارحة في منامي بَقَراً والله خير"، وفي رواية ابن فليح "بقَراً تُذْبح"، ورأيت سيفي ذا الفقار انفصم١ من عند ظُبَّته٢ - أو قال: به فلول٣ فكرهته وهما مُضَبَّبتان - ورأيت أني في درع حصينة٤ وأني مردف كبشاً، فلما أخبرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم برؤياه، قالوا: يا رسول الله! ماذا أولت رؤياك؟

قال: أوّلت البقر الذي رأيت نفراً فينا وفي القوم، وكرهت ما رأيت


١ انفصم: انقطع، وفصمه يفصمه: كسره فانفصم وتفصم، القاموس ١٤٧٨ مادة (فصم) .
٢ ظبة السيف: أي طرفه وحده. النهاية لابن الأثير ٣/ ١٥٦، ولسان العرب ٢/ ٦٤١.
٣ الفلة: الثلمة في السيف، وجمعها: فلول. النهاية ٣/ ٤٧٢.
وأخرج الواقدي في المغازي (١/ ٢٠٩) عن الزهري، عن عروة، عن المسور بن مخرمة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ورأيت في سيفي فلاً فكرهته"، فهو الذي أصاب وجهه صلى الله عليه وسلم.
٤ المراد بالدرع الحصينة: المدينة، وذلك كما جاء في تأويله صلى الله عليه وسلم لهذه الرؤيا انظر: مسند أحمد ٤/ ٢٥٩ رقم (٢٤٤٥) بتحقيق: شعيب الأرناؤوط وزملائه.

<<  <  ج: ص:  >  >>