للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعظ الناس وذكرهم، وأمرهم بالجد والجهاد، ثم انصرف من خطبته وصلاته، فدعا باللأمة١ فلبسها، ثم أذن في الناس بالخروج، فلما رأى ذلك رجال من ذوي الرأي قالوا: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نمكث بالمدينة، فإن دخل علينا العدو قاتلناهم في الأزقة وهو أعلم بالله وما يريد، ويأتيه الوحي من السماء، ثم أشخصناه، يا نبي الله: امكث كما أمرتنا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما ينبغي لنبي إذا أخذ لأمة الحرب وآذن بالخروج إلى العدو أن يرجع حتى يقاتل٢، وقد دعوتكم إلى هذا الحديث فأبيتم إلا


١ اللأمة: مهموزة: الدرع، وقيل: السلاح، ولأمة الحرب أداته، وقد يترك الهمز تخفيفاً. النهاية ٤/ ٣٢٠.
٢ أخرجه البيهقي في السنن ٧/ ٤١ موصولاً بإسناد حسن عن ابن عباس، ثم قال رحمه الله: (وهكذا ذكره موسى بن عقبة عن الزهري، وكذلك ذكره محمد بن إسحاق بن يسار عن شيوخه من أهل المغازي وهو عام في أهل المغازي وإن كان منقطعاً، وقد كتبناه موصولاً بإسناد حسن. أ. هـ.
وانظر: ابن هشام ٢/ ٦٠، ومغازي الواقدي ١/ ٢١٤، والطبقات الكبرى ٢/ ٣٨.
وأخرج عبد الرزاق عن الزهري بلفظ: "إنه لا ينبغي لنبي إذا لبس لأمته أن يضعها حتى يلقى البأس" تفسير عبد الرزاق ١/ ١٣٥.
وأخرجها الطبري في التفسير ٧/ ٣٧٢، بإسناد حسن إلى قتادة ولكنه مرسل، وأخرجها الحاكم في المستدرك ٢/ ١٢٨ - ١٢٩، وصححها ووافقه الذهبي، وقد حسن إسناد هذه الرواية الألباني في تعليقه على حاشية فقه السيرة للغزالي (ص: ٢٦٩) ، وذلك بناء على ما ذكر من روايات يقوي بعضها بعضاً، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>