للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قتل أباها يوم بدر، وأقبل المسلمون على قتلاهم يدفنونهم فدفن حمزة في نمرة١ كانت عليه إذا رفعت إلى رأسه بدت قدماه، وإذا أنزلت إلى رجله بدا وجهه، فجعلوا أعواداً من شجرٍ وحجارةٍ فوضعوا على قدميه وغطوا وجهه٢.

قال موسى: قال ابن شهاب: فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم لدفن الشهداء قال: "زملوهم٣ بجراحهم فإنه ليس كَلْم٤ يكلم في الله إلا وهو يأتي يوم القيامة يَدْمَى لونه لون الدم، وريحه ريح المسك" ٥، ثم قال


١ النمرة: شملة فيها خطوط بيض وسود. لسان العرب ٧٢١، والنهاية ٥/ ١١٨.
٢ يشهد لذلك ما أخرجه الترمذي من حديث الزهري عن أنس، سنن الترمذي رقم (١٠١٦) ، وقال الترمذي: حديث أنس حديث غريب، وقد حكم عليه الألباني بالصحة، انظر: صحيح سنن الترمذي ١/ ٢٩٧ - ٢٩٨، تحت رقم (١٠٢٧) .
والطبقات الكبرى لابن سعد ٣/ ١٤ - ١٥، وسنن الدارقطني ٤/ ١١٦ رقم (٤٣) ، ومصنف ابن أبي شيبة ٧/ ٣٦٧، ومستدرك الحاكم ١/ ٣٦٥، ٢/ ١٢٠، وقال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وسكت عنه الذهبي، والبيهقي في السنن الكبرى ٤/ ١٠.
٣ زملوهم: لفوهم فيها، يقال: تزمل بثوبه إذا التف به. النهاية ٢/ ٣١٣.
٤ هو جمع: كليم: وهو الجريح، وأصل الكلم: الجرح. النهاية ٤/ ١٩٩.
٥ أخرجه أحمد في المسند ٣٩/ ٦٣ رقم [٢٣٦٥٨] الأرناؤوط من طريق معمر عن الزهري، وسنن سعيد بن منصور رقم (٢٥٨٣) ، والنسائي في السنن ٤/ ٧٨ رقم (٢٠٠٢) ، و٦/ ٢٩ رقم (٣١٤٨) ، وكتاب الجهاد لابن أبي عاصم، رقم (١٧٦) ، والآحاد والمثاني له ٥/ ٦٨ رقم (٢٦٠٨) ، والطحاوي في مشكل الآثار ١/ ٩٩ـ١٠٠، ومسند ابن الجعد رقم (١٦٣٨) ، والبخاري من حديث مالك عن أبي الزناد ومسلم من حديث سفيان ولفظه: "لا يُكْلم أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يُكْلَم في سبيله - إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعُب دماً اللون لون الدم والريح ريح المسك" البخاري رقم (٢٨٠٣) ومسلم رقم (١٠٥) ، (١٨٧٦) باب فضل الجهاد ٣/ ١٤٩٦، عبد الباقي.

<<  <  ج: ص:  >  >>